اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 219
وهي حصينة أيضاً. ومسيرة معاملة الكرك من العلى إلى زيزاء مقدار عشرين يوماً بسير الإبل. وهي بلد عذبة بها قرى كثيرة ومعاملات والمسلك إليها صعب في منقطعات قليلة الماء حتى إنه إذا وقف أحد على درب من دروبها يمنع الفارس عن المسير. وأوصافها كثيرة اخترتها خوف الإطالة وأما المملكة الصفدية فإنها مملكة متسعة قيل إنها تشتمل على ألف ومائتي قرية ولها عدة معاملات. وأعظم مدنها صفد وهي مدينة متفرقة ثلاث قطع وهي عذية. وبها جوامع ومدارس ومزارات وأماكن حسنة وحمامات وأسواق. وبها قلعة حصينة يقال إنها لا يوجد نظيرها عشر قلاع قد فتحت من قريب. ومدينة عكة كانت حصينة جداً فلما فتحها الملك صلاح الدين أيوب هدم أسوارها. وهي الآن ميناء المملكة الصفدية. ولما هدمها جهز قفلها بمفتاحه وهو حمل فرس إلى سجن قلعة الكرك. وهو بها الآن عجيب من عجائب الدنيا. ومدينة صور وهي الآن خراب. وبالمملكة الصفدية قرى كبار نظيرة المدن كالمينة والناصرة والمعرك وما أشبه ذلك. وقيل إن بالمملكة الصفدية الشقيف وكابول وغيرها سبع قلاع غالبها خراب الآن. وبها المزارات والأماكن المباركة
وأما المملكة الشامية فإنها مملكة متسعة جداً وهي عدة أقاليم ومدن وقلاع. وقد تقدم أن مدينتها العظمى دمشق وهي مدينة حسنة إلى الغاية بها تخت المملكة وهو مغطى ولا يكشف غطاؤه إلا إذا جلس السلطان عليه. وفضائل الشام كثيرة وبها جوامع حسنة ومدارس وأماكن مباركة وشوارع وأسواق وحمامات وبساتين وأنهر وعمائر يتحير الواصف فيها. وبها بيمارستان لم ير مثله في الدنيا قط. وقيل إن البيمارستان المذكور منذ عمر لم تنطفئ فيه النار. وأما جامع بني أمية فهو إحدى العجائب الثلاث. ولقد رأيت في بعض التواريخ أن عجائب الدنيا ثلاث. منارة الإسكندرية وجامع بني أمية وحمام طبرية. وأما الميدان الأخضر وما به من القصور الحسنة فعجيب من العجائب. وأما غرائب دمشق فيعجز الواصف عن حصرها. من جملتها الجبهة والربوة والصالحية والسبعة والعنابة. وبها قبر نور الدين محمود بن زنكي وقبر صلاح الدين يوسف بن أيوب. وبدمشق المحروسة سبعة أنهر إذا اجتمعت صارت مثل النيل. وأما ما بها من الفواكه الرطبة والرياحين والأقمشة فمما يطول شرحه. وبها الثلج لا يزال على الجبال صيفاً وشتاءً وجميع أهلها يشربون منه وينقل منه إلى السلطان وأركان الدولة الشريفة. وأما مدينة حسبان فيها قلعة خربة وإقليمها البلقاء تشتمل على نيف وثلاثمائة قرية بأرض مستوية وهي أيضاً ن معاملة دمشق. وأما صرخد فإنها مدينة عجيبة لصعوبتها ولها قلعة حصينة. وأما بانياس فهي مدينة لطيفة يزرع بها الأرز يجلب منها إلى دمشق وغيرها. ولها إقليم بعضه
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 219