responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 159
السدة وبعد قليل قام وأتى إلينا. فمد يده فوقعت علي دون الكل فصرت كالميت. فأخذني إلى قبال وجهه وجعل يقلبني كما يقلب القصاب رأس الغنم. فلما رآني ضعيفاً قليل اللحم ألقاني من يده. وبدأ يقلبنا واحداً واحداً حتى وقعت يده على رئيس المركب. فرآه سميناً وعريض الأكتاف فقبضه كما يقبض العصفور. وأخذ سفوداً من تلك سفافيد الحديد. ثم أوقد ناراً عظيمة وشواه حتى استوى على الجمر ثم جلس في ذلك الإيوان ومزقه بأظافيره وأكله جميعه وانطرح على السرير في الإيوان ونام وغط. فلما عاينا ما فعل من الأهوال قلنا: إنا لله وإنا إليه راجعون فما هذه إلا ميتة شنيعة. وما زلنا نرتعد من المساء إلى الفجر حتى أنه قام وفتح الباب ومضى. فلما بعد عنا قمنا ونحن بأسوأ حال وسعينا في الجزيرة لعلنا نرى مكاناً نلجأ فيه منه فلم نجد. ولم نقدر أن نتخلف بعضنا عن بعض. فلما أدركنا المساء رجعنا إلى القصر من خوفنا وإذا بالأسود قد جاء أيضاً وفعل بنا مثل العادة ونقى الأسمن فينا وأخذه وشواه وأكله ودخل إلى مكانه ونام ونخر إلى الصباح. ثم قام ومضى ونحن لا نعي من الفزع فقلنا: نلقى أرواحنا في البحر ونموت غرقاً خير من هذه الميتة الشنيعة. فقال بعضنا: تعالوا حتى نعمل على هلاكه ونستريح من شره. فقلت لهم: تعالوا نعمل لنا كلكات من هذه الأخشاب تسع كل واحدة ثلاثة رجال ونتركها على

اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست