responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 158
فإنهم يقتلون كل من في المركب. وبينا نحن في هذا الكلام إذ أحاط بنا أناس شنيعو الخلقة زغب حمر لا يفهم لهم كلام. وهم صغار وحشيون طول كل واحد أربعة أشبار يتسلقون الأخشاب بأيديهم من غير أن يصعدوا بأرجلهم. ففزعنا منهم ولم نتكلم بكلمة. فنصبوا الشراع كما أرادوا وساروا وأخذوا المركب بجميع من كان فيه. ومضوا وبقينا نحن في الجزيرة لا نعلم في أي أرض ولا أي مكان. فحزنا على ما نابنا وما أصابنا وليس في اليد حيلة. ثم إننا صبرنا على ذلك وأقمنا في الجزيرة وحصلنا من النبات ما يرد الرمق. فبينما نحن كذلك إذ بان لنا بيت في الجزيرة من بعيد فقصدناه وإذا هو قصر عظيم وشاهق وله بابان من الأبنوس وهو مغلق. فدفعناه فانفتح ودخلنا فيه فنظرنا في صدره إيواناً عالياً وسدة منصوبة قدام الإيوان وآثار طبيخ ونار وعظام وسفافيد حديد كباراً. فتعجبنا من ذلك وفزعنا فزعاً عظيماً. وكانت الشمس قد قاربت الغروب وإذا بالأرض قد ارتجت وتزعزت ودخل من الباب صورة إنسان لونه أسود وطوله أعلى من نخلة وعينه تلمع كالجمر وأنيابه كالسياخ الغليظة وفمه أوسع من فم بعير كبير وشفته السفلى إلى صدره وآذانه كآذان الفيل منبسطة على كتفه وأظافيره كمخالب أعظم الوحوش. فلما نظرناه غبنا عن صوابنا وبقينا مطروحين كالموتى بعضنا على بعض. ثم دخل وجلس في

اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست