اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 136
وعجبوا مني وأنا لا علم عندي بشيء من حاله. فصعدت السقيفة وسلمت على الرجل فرد السلام وارتفع عن الأرض كأنه يريد القيام وهم يسمون ذلك نصف القيام. وقعدت في الركن المقابل له. ثم نظرت إلى الناس وقد رموني بأبصارهم جميعاً. فعجبت منهم ورأيت الفقهاء والمشايخ والأشراف مستندين إلى الحائط تحت السقيفة. وأشار إلي أحد القضاة أن أنحط إلى جانبه. فلم أفعل. وحينئذ استشعرت أنه السلطان. فلما كان بعد ساعة أتى شيخ المشايخ نور الدين الكرماني فصعد إلى السقيفة وسلم على الرجل. فقام إليه وجلس فيما بيني وبينه فحينئذ علمت أن الرجل هو السلطان. ثم جيء بالجنازة وهي بين أشجار الأترج والليمون والنارنج وقد ملأوا أغصانها بثمارها والأشجار بأيدي الرجال. فكأن الجنازة تمشي في بستان والمشاعل في رماح طوال بين يديها والشمع كذلك. فصلي عليها وذهب الناس معها إلى مدفن الملوك وهو بموضع يقال له هلا فيحان على أربعة أميال من المدينة. وهنالك مدرسة عظيمة يشقها النهر وبداخلها مسجد تقام فيه الجمعة وبخارجها حمام ويحف بها بستان عظيم وبها الطعام للوارد والصادر. ولم أستطع أن أذهب معهم إلى مدفن الجنازة لبعد الموضع فعدت إلى المدرسة (لابن بطوطة)
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 136