responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 135
ذلك بسبب أنه لا يخرج إلا يوم الجمعة. وكان له ابن هو ولي عهده وليس له سواه فمرض في تلك الأيام ولما انتصف الليل في إحدى الليالي سمعنا الصراخ والنواح وقد مات المريض المذكور. ولما كان من الغد دخل علي شيخ الزاوية وأهل البلد وقالوا: إن كبراء المدينة من القضاة والفقهاء والأشراف والأمراء قد ذهبوا إلى دار السلطان للعزاء فينبغي لك أن تذهب في جملتهم. فأنفت من ذلك. فعزموا علي فلم يكن لي بد من المسير فسرت معهم. فوجدت مشور دار السلطان ممتلئاً رجالاً وصبياناً من المماليك وأبناء الملوك والوزراء والأجناد وقد لبسوا التلاليس وجلال الدواب وجعلوا فوق رؤوسهم التراب والتبن وبعضهم قد جز ناصيته. وانقسموا فرقتين فرقة بأعلى المشور وفرقة بأسفله. وتزحف كل فرقة إلى جهة الأخرى وهم ضاربون بأيديهم على صدورهم قائلون: مولانا. فرأيت من ذلك أمراً هائلاً ومنظراً فظيعاً لم أعهد مثله. ولما دخلت رأيت جهات المشور غاصةً بالناس. . . ونظرت يميناً وشمالاً لأرتاد موضعاً لجلوسي. فرأيت هنالك سقيفة مرتفعة عن الأرض بمقدار شبر وفي إحدى زواياها رجل منفرد عن الناس قاعد عليه ثوب صوف شبه اللبد يلبسه بتلك البلاد ضعفاء الناس أيام المطر والثلج وفي الأسفار. فتقدمت إلى حيث الرجل وانقطع عني أصحابي لما رأوا إقدامي نحوه

اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست