responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 297
ونزفه الدم, فغاظ والقوم بإزائه يحجمون عن الإقدام عليه, فلما طال وقوفه في مكانه ورأوه لا يزول عنه رموا فرسه فقمص وخرّ ربيعة لوجهه, فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن، ثم إن حفص بن الأحنف الكناني مر بجيفة ربيعة فعرفها, فأمال عليها أحجارا من الحرة, وقال يبكيه:
لا يبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب
نفرت قلوصي من حجارة حرة ... بنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فإنه ... شراب خمر مسعر لحروب
لولا السفار وبعده من مهمه ... لتركتها تحبو على العرقوب
قال أبو عبيدة: قال أبو عمرو بن العلاء: ما نعلم قتيلا حمى ظعائن غير ربيعة بن مكدم[1].
أشبه امرأ بعض بزه:
وهو مثل أرسله ذو الإصبع العدواني، وقصته أن ذا الإصبع بعد أن زوج بناته الأربع مكثن برهة ثم اجتمعن إليه، فقال للكبرى: يا بنية، ما مالكم؟ قالت: الإبل, قال: فكيف تجدونها؟ قالت: خير مال، نأكل لحومها مزعا ونشرب ألبانها جرعا، وتحملنا وضعيفنا، قال: فكيف تجدين زوجك؟ قالت: خير زوج يكرم الخليلة ويعطي الوسيلة[2]، قال: مال عميم وزوج كريم. ثم قال للثانية: يا بنية ما مالكم؟ قالت: البقر، قال: فكيف تجدونها؟ قالت: خير مال، تألف الغناء, وتودك السقاء[3]، وتملأ الإناء، ونساء في نساء، قال: فكيف تجدين زوجك؟ قالت: خير زوج يكرم أهله، وينسى فضله، قال: حظيت ورضيت. ثم قال للثالثة: ما مالكم؟ قالت: المعزى، قال: فكيف تجدونها؟ قالت: لا بأس بها, نولدها فطما ونسلخها أدما, قال: فكيف

[1] الميداني 1/ 231.
[2] الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير.
[3] تودك السقاء: تجعل فيه الودك وهو الدسم.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست