اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 276
له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة, وكان يقول: أشرق ثبير كيما نغير, وهو أول من سن الدية مائة من الإبل[1].
وفي مكة تبرز أمثال تصور مبلغ ما وصل إليه بعض القرشيين من الثراء والترف كقولهم:
أقرى من حاسي الذهب:
وحاسي الذهب هو عبد الله بن جدعان التيمي سيد مكة في الجاهلية. وسمي بذلك؛ لأنه كان يشرب في إناء من الذهب, وهو الذي أطعم العرب الفالوذ، وفيه قال أبو الصلت الثقفي:
له داع بمكة مشمعل ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشيزى ملاء ... لباب البر يلبك بالشهاد2
ونجد أمثالا أخرى تصور جودهم وسخاءهم كقولهم:
أفرى من زاد الركب:
وهذا المثل من أمثال قريش, ضربوه لثلاثة من أجوادهم: مسافر بن أبي عمرو بن أمية، وأبي أمية بن المغيرة، وأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العزى. سموا زاد الركب؛ لأنهم كانوا إذا سافروا مع قوم لم يتزودوا معهم, وقد ذكرنا نبأهم فيما سبق.
ومن أمثال المكيين التي تحكي اعتزازهم وتفاخرهم قولهم:
أنا ابن كديها وكدائها:
وكدى وكداء جبلان بمكة والهاء راجعة إلى مكة, وهذا مثل يضربه من أراد الافتخار على غيره[3].
ومن أمثالهم التي تصور جمالهم ووسامتهم قولهم: [1] الميداني 1/ 422, وجمهرة الأمثال للعسكري 2/ 128.
2 الميداني 2/ 72. [3] الميداني 2/ 197.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 276