اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي الجزء : 1 صفحة : 58
إن النصال الصاعدية تنسب إلى صعدة، وهي كورة بلاد خولان. وموضع الدباغ في الجاهلية الجهلاء، وذلك أنها في موسط بلاد القرظ"[6]. ويقول عن الطائف: "وهي مدينة قديمة جاهلية، وهي بلد الدباغ، يربغ بها الطائفية المعروفة"[7] كما اشتهرت اليمن بدباغة الجلود ومن أهم المواد المصنوعة من الجلود الدلاء والقرب والنعال والخفاف والأنطعة ومواد أخرى تستعمل في البيت. واشتهرت اليمن كذلك بالنسيج والحياكة. ومن أشهر ثيابهم البرود: العصب والسحل والسيراء[8].
وأما البدو فكانوا غالبية السكان قبائل متفرقة متناثرة في الصحراء التي تشتهر بالجدب والقحط، وليس فيها من زرع إلا ما ينبت من الشعب غب المطر، فاعتمد أهلها على ما في هذه الصحراء من حيوان، مستأنسًا كان أم متوحشًا، فكانوا يصطادون الوحش، يقتلونه، ويشوون لحمه ويتخذون منه غذاء شهيًا، وتعهدوا المستأنس بالتربية والرعاية والعناية، وكان أهم هذه الحيوانات المستأنسة الإبل والخيل والغنم والمعز، فكانوا يتحذون من الإبل والغنم موارد رزقهم. ووسائل حياتهم، يأكلون لحمها ويشربون لبنها، ويتخذون من أصوافها وأوبارها وأشعارها لباسًا يقيهم الحر والبرد، ومساكن يقيمون فيها، وأثاث بيوتهم وأمتعتهم، واعتمدوا على الخيل في السلم وفي الحرب، يصيدون بها الوحش من الحيوان للغذاء، ويغيرون بها أو يقاتلون. وكانت الإبل كذلك عونًا لهم في الحرب كما كانت في السلم، وكانت ثروة الواحد منهم تقدر بما لديه من هذه الحيوانات، وبخاصة الإبل والخيل، ولذلك كان لهذين النوعين من الحيوانات قيمة عظيمة في نظرهم. ومن ثم كان العربي يميل إلى الإكثار من ماشيته سواء بالتربية والرعاية، أو بالاستيلاء عليها عن طريق الإغارة والحرب. فموارد رزق البدوي، ومصادر ثروته كانت هذه الحيوانات التي يملكها، وما يغنمه من الغارات والحروب إن حالفه الحظ، وما يتقاضاه من جعل يدفعه أصحاب القوافل التجارية التي تخترق الصحراء؛ نظير حمايتها والمحافظة عليها. [6] صفة جزيرة العرب، ص65. [7] المرجع السابق، ص 119. [8] جواد علي جـ 8 ص، والبرود. أنواع مختلفة منه الخال وهو ثوب ناعم. والسيراء، ثوب مخطط، وقيل هو ما فيه خطوط صفر، أو يخالطه حرير والذهب والعصب: ضرب من البرود اليمنية يدرج ثم يحاك. والسحل: ثوب لا يبرم غزله الخالص.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي الجزء : 1 صفحة : 58