اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي الجزء : 1 صفحة : 399
تقول ألا تبكي أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن بنيت على الصبر350
فقلت أعبد الله أبكى أم الذي ... له الجدث الأعلى قتيل أبي بكر351
وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وعز المصاب حثو قبر على قبر352
أبى القتل إلا آل صمة أنهم ... أبوا غيره والقدر يجري إلى القدر353
فإما ترينا لا تزال دماؤنا ... لدى واتر يسعى بها آخر الدهر354
فإنا للحم السيف غير نكيرة ... ونلحمه حينًا وليس بذي نكر355
يغار علينا واترين فيشتفى ... بنا إن أصبنا أو نغير على وتر356
قسمنا بذاك الدهر شطرين بيننا ... فما ينقضي إلا ونحن على شطر357
وقال دريد بين الصمة يرثي أخاه:
تنادوا فقالوا أردت الخيل فارسًا ... فقلت أعبد الله ذلكم الردي358
فجئت إليه والرماح تنوشه ... كوقع الصياصي في النسيج الممدد359
350 مكان البكا: بيان لاستحقاق أخيه أن يبكيى عليه، أي هذا محل البكاء على أخيى
351 الجدث: القبر الأعلى: الأشرف.
352 عبد يغوث: هو اسم أخيه، وقتلته بنو مرة. حجل الطير: نزا في مشيه. المصاب: المصيبة، وحثو: بدل منه. والمعنى: لقد تتابعت المصائب فهي كحثو قبر على قبر، فماذا ينفع البكاء.
353 آل صمة: أولاده. وكان لدريد إخوة كلهم قد قتل. والقدر يجري ... إلخ: معناه أنهم قدروا للقتل، كذلك القتل قدر لهم.
354 الواتر: هو الذي قتل له قتيل، وهو يسعى في ثأره.
355 يقصد: فإما ترى أنا لا تزال دماؤنا أبد الدهر عند واترين يسعون بها، فإنا نخاطر بأرواحنا. فنقتل ونقتل، وليس ذلك بمنكر فينا ومنا.
356 المعنى أن أعدائنا إما أن يغيروا علينا طالبين ثأرهم عندنا فيصيبون منا ما يشتفون به، وإما أن نغير عليهم لنأخذ بثأرنا، يريد أنا دأبنا ذلك.
357 يريد أننا قسمنا الدهر قسمين: نغير على الأعداء وننتصر، أو يغيرون علينا ليأخذوا بثأرهم.
358 ديوان الحماسة جـ1 ص 337.
359 قالوا: أهلك راكبوا الخيل فلانا الفارس فقلت: أعبد الله أخي ذلك المقتول. قال ذلك إنكارا لقتله واستعظاما؛ لأنه يعلم إقدامه وشجاعته في الحرب، تنوشه: تتناوله، والصياصي: جمع صيصة وهي شوكة يمررها الحائك على الثوب وقت نسجه.
النسيج المنسوج- والمعنى أتيت عبد الله والحال أن الرماح تتناوله ولها صوت كصوت شوكة الحائك في الثوب الذي ينسجه.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي الجزء : 1 صفحة : 399