responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 397
وسماح لدى السنين إذا ما ... قحط القطر، واستقل الرهام332
ورجال أبوهم وأبي عمـ ... ـرو وكعب، بيض الوجوه حسام333
وشباب كأنهم أُسْد غيل ... خالطت فرط حدهم أحلام334
وكهول بنى لهم أولوهم ... مأثرات يهابها الأقوام335
سلط الدهر، والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام336
وكذا كم مصير كل أناس ... سوف، حقًّا تبليهم الأيام
فعلى إثرهم تساقط نفسي ... حسرات وذكرات لي سقام
وكان عبد يغوث بن الحرث قائد قومه يوم الكلاب الثاني، فأسر وأراد أن يفدي نفسه، فأبت تميم إلا أن تقتله بالنعمان بن جساس، ولما لم يجد بدًّا من القتل طلب إليهم أن يطلقوا لسانه ليذم أصحابه، وينوح على نفسه، وأن يقتلوه قتلة كريمة، فأجابوه إلى طلبه، وسقوه الخمر، وقطعوا له عرقًا يقال له الأكحل، وتركوه ينزف حتى مات، وحين جهز للقتل قال قصيدة تحدث فيها عن نفسه بأشياء كثيرة، من بينها فخره بشجاعته وكرمه وبراعته في الطعن والقتال، ومنها337:
ألا لا تلوماني كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم خير ولا ليا
ألم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا338
فيا راكبا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا.

332 استقل: ارتحل. الرهام: الأمطار الضعيفة. الواحدة رهمة "بكسر الراء". يقصد القحط وامتناع المطر.
333 بيض الوجوه: أشراف كرام. حسام: أبطال شجعان، قولهم فاصل.
334 غيل: أجمة، وهي الشجر الكثيف الملتف. الحد: الحدة والغضب. وفرطها: غلبتها وإسرافها. أي فيهم مع الغضب والحدة، عقول راجحة، وآراء سديدة.
335 كهول: شيوخ، جمع كهل. أولوهم: السابقون الأوائل منهم. يهابها: لا يصل إليها.
336 الهام: جمع هامة، وكانوا يزعمون أن عظام الميت، وقيل روحه، تصير هامة فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام. ونهاهم عنه.
337 المفضليات: ص315
338 الشمال: واحد الشمائل.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست