اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 348
نحن الآن في نعمة جليلةٍ وعزةٍ جميلةٍ, وقد فتحنا باب الحرية في الشرق، ليقتدي بنا من يطلبها من إخواننا الشرقيين على شرط أن يلزم الهدوء والسكينة, ويجانب حدوث ما يكدر صفو الراحة، ونحن قائمون إلى رأس الوادي، ليعلم الجميع أن قيامنا كان لطلب الحقوق لا للعقوق، وأن الطمأنينة عادت كما كانت، وعدنا إلى ما نشأنا عليه من طاعةٍ، وأحض إخواني في الجهادية بحفظ وحدة الاتحاد، وعدم الإصغاء إلى الوشاة والحساد، فإنكم تعلمون أننا جاهدنا في هذا الأمر أعوامًا طوالًا حتى ربطنا القلوب، وألَّفْنَا النفوس، وبيننا مِن الأعداء مَنْ يسعى في تفريق كلمتنا, وإضرام نار الفتنة بيننا، فاردعوهم بلسان التقرع، واحفظوا لنا ما عاهدناكم عليه، فالبلاد محتاجة إلينا، وأمامنا عقبات يجب أن نقطعها بالحزم والثبات، وإلّا ضاعت مبادئنا، ووقعنا في شرك الاستبداد بعد التخلص منه.."[1].
وأنت تراه هنا حريصًا على الحرص على المبادئ التي دعا إليها، وعلى أن يؤكد أنه رجل سلام لا رجل شغب، وعلى أنه يعد نفسه أحد زعماء الشرق، وقد سنَّ له القدوة الحميدة في المطالبة بالحرية, وأنه حريص كذلك على وحدة الصفوف، متنبه إلى كيد الأعداء ووشايتهم وحسدهم.
وخطب في الزقازيق عند وصوله، كما خطب في حفل أقامه أمين الشمسي لتكريمه, وجاء فيه: "وأنتم الآن مهيئون للانتخاب، فلا تملككم الأهواء والأغراض لانتخاب ذوي الغايات، بل عولوا على الأذكياء والنبهاء الذين يعرفون حقوقكم, ويدفعون المظالم عنكم, ويفتحون باب العدل والإنصاف في بلادنا، فلا تأخذكم الأراجيبف، واطمئنوا في بلادكم، والتفتوا إلى أشغالكم، ومصالحكم، وكونوا على يقين من حفظ البلاد"[2].
ثم يرسل إليه نوبار يشكره على إنقاذ البلاد، ويعرض عليه عودته لتولي الحكومة، ويقول عرابي: "فعجبنا لذلك وأجبناه بأن مبدأنا هو أن مصر للمصريين, وللنزلاء عندنا حسن الضيافة ومزيد الإكرام"[3] وهي الكلمة التي رددها فيما بعد الزعيم مصطفى كامل "أحرار في بلادنا كرماء لضيوفنا". [1] كشف الستار, ص368. [2] المرجع السابق, ص269. [3] التاريخ السري, ص154.
اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 348