اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 153
وفيها يقول:
مليكي ومولاي العزيز وسيدي ... ومن أرتجي آلاء معروفة العمرا
لئن كان أقوام عليَّ تقوَّلُوا ... بأمر فقد جاءوا بما زوروا نكرا
حلفت بما بين الحطيم وزمزم ... وبالباب والميزاب والكعبة الغرا
لما كان لي في الشر باعٌ ولايد ... ولا كنت من يبغي مدى عمره الشرا
ولكن محتوم المقادير قد جرى ... بما الله في أم الكتاب له أجرى
أتذكر يا مولاي حين تقول لي ... وإني لأرجو أن ستنفعني الذكرى
أراك تروم النفع للناس فطرة ... لديك، ولا ترجو لذي نسمة ضرا
فعفوًا أبا العباس لا زلت قادرًا ... على الأمر، إن العفو من قادر أحرى
أيجمل في دين المروءة أنني ... أكابد في أيامك البؤس والعسرا
ولعلنا بعد لك هذا الذي رويناه له, قد أخذنا فكرةً واضحةً عن منزلته بين الشعراء، وقد ذكرنا آنفًا أنه اشتهر بالكتابة، وأنه كاتب أديب أكثر منه شاعر، وشعره في الواقع قليل إذا قيس بما ترك من مقالات ورسائل، وكتب وشروح وغير ذلك.
نثره:
استطاع عبد الله فكري أن يرتقي بالكتابة الديوانية، وأسلوب الرسائل والمكاتبات إلى منزلة سامية، وأعاد إلى الأذهان عصر رؤساء ديوان الإنشاء في العصور القديمة, واتخذ له خاتمًا {إني عبد الله آتاني الكتاب} ، لأن هذه الآية وافقت سنة ميلاده 1250هـ, كما كان لهؤلاء الرؤساء خواتم.
وكان له أسلوبان في نثره: أحدهما: وهو الغالب, وبه كتب أكثر رسائله, هو ذلك الأسلوب الذي يحتفي بعبارته، وموسيقاه, ويختار ألفاظه، وبه خيال شعريّ، ومعانٍ دقيقة معارضًا فيه أسلوب القاضي الفاضل، أو بديع الزمان، أو الخوارزمي، أو ابن العبيد، وثانيهما: أسلوبٌ مرسلٌ سهلٌ يجري مجرى الكلام العاديّ, وهو أسلوب الصحافة في عهده, ولكنه قليل فيما ترك من آثار.
اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 153