اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 291
الآخر ولا تحكم ولا استبداد, لها نصف ما يملك إذا افترقا، هكذا يضمنون للمرأة مستقبلها هنا ويؤمنونها من غوائل الدهر وطغيان الرجل، دستور الزوجية احترام متبادل ومساواة في الحقوق وثقة وحرية من كل طرف في الآخر, ولا تدخل ولا فضول، لا مساءلة ولا محاكمة, أين كنت بالأمس, ولماذا جئت متأخرة، تذكرة طائرتها في جيبها وباسبورها في حقيبتها، تسافر إلى آخر الدنيا وحدها، حرة, رشيدة، مستقلة، حارسها ضميرها وهذا يكفي، انظر حولك وتعلم، هذه هي القيم التي نحتاجها في مصر، لتصنع مصر، جديدة وحضارة جديدة ومدنية جديدة هذه فرصتك لتغسل دماغك من أتربة الريف وتجدد شباب عقلك، وتتشرب هذه القيم العصرية، لا أحب أن أصادر على تفكيرك, ولكني أطالبك فقط بإعادة النظر وعدم الرفض الفوري لأي جديد لا أحبك أن تشيح بيدك وتقول كلمتكم التقليدية: هذه دولة الكفر، فأين الكفر فيما ترى، هل النظافة كفر، هل الأمانة كفر، هل الوفاء بالوعد كفر، هل النظام كفر، هل العلم المتقدم كفر، هل الصناعة كفر.
ومرت امرأة بيدها كلب وأومأت برأسها في تحية فرد صاحبها بإيماءة أخرى من رأسه فضغطت صاحبتنا على يده في حب وقالت وهي تلفت نظره إلى الكلب:
- أترى أصابع الكوافير كيف صففت شعرها هذا الكلب، والفيونكة الحمراء الجميلة، هل العطف على الحيوان الضعيف كفر، هل رأيت المستشفى الأنيق أمام الفندق إنه مستشفى للكلاب ودار حضانة للكلاب, تترك المرأة كلبها في الصباح ثم تعود لتأخذه في المساء.
قال الرجل الريفي وهو يهز رأسه غير مصدق:
- شيء عجيب.
- هل تعلم أن هناك أكثر من عشرين صنف لحوم معلبة للكلاب، وإن المحل يترك لك الحرية لتعرضها على كلبك ليجربها ويختار منها ما يحب.
قال الرجل الريفي وهو ما زال يهز رأسه:
- شيء عجيب إذا كانوا يصنعون هذا بالكلاب فماذا يصنعون لبني آدم.
- سوف ترى يا عزيزي لا تتعجل.
- إذا كان هذا مقام الكلب في الأسرة، فماذا يكون مقام الأسرة في المجتمع؟
- سوف ترى بنفسك الليلة, ألسنا مدعوين معا إلى تلك العائلة السويدية.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 291