اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 259
- وأن تكون استعانته ببعض صور وأساليب وخصائص "المستوى الأدبي" محدودة ودون تهافت عليها أو مغالاة فيها.
- وأن يكون ذلك لغرض "وظيفي" أولا وليس لغرض جمالي بل يكون الجمال هنا في خدمة وبهدف "توصيل" أفكار الكاتب إلى القراء.
- وأن يغلب على هذا الاستخدام طابع الارتباط بوحدات التحرير الفنية الأولى قبل غيرها, وهي هنا العنوانات بأنواعها والمداخل والمفاتيح والمقدمات ووحدات الربط, قبل غيرها من الوحدات الأخرى التي تتصل بالنص نفسه الذي يكتفي بشأنه بخصائص "البساطة، والوضوح، والإيناس والاختيار الجيد للكلمة، والدقيق أيضا" وذلك في أغلب الأحوال وأعمها.
- ومثل ذلك أيضا يمكن أن يقال عن استخدام بعض الألفاظ والتراكيب والمفردات العلمية, أنها القريبة من فكر القراء، والتي أصبحت متداولة بسهم.
- ومثله يقال أيضا عن "الاختصارات" الشائعة والمفهومة، حيث لا إفراط ولا تفريط.
- ومن هنا يثور سؤال آخر, يتسم بالواقعية: فكيف لي أن أعرف درجة انتشار لفظ من الألفاظ، أو تركيب من التراكيب، أو كلمة من الكلمات؟ كيف لي أن أعرف أن هذا التعبير يكون قريبا من فكر القارئ؟ وأن الآخر يكون بعيدا عنه؟
- والإجابة على ذلك سهلة ميسورة، وإن كانت تدعمها الخبرات والتجارب والممارسات, أنها تلك التي تقول بأن عليك أن تضع نفسك مكان القارئ العادي في أي مكان يكون، وفي أي موقع يعمل على كل المستويات والأساليب، فالقارئ كل قارئ هو "المستهدف" أولا، وبالدرجة الأولى من وراء هذا الجهد العقلي والكتابي الذي تقوم به.
- ومن هنا نقول ونؤكد أن أسلوبك البليغ هنا، هو ذلك المتوجه إليه، إلى كل القراء، في كل الأماكن على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، بل والاقتصادية كلهم هؤلاء الذين ينبغي أن يجذبهم مقالك، وأن تشدهم كلماتك، وأن تربطهم بها مفرداتك وتعبيراتك, ومن ثم فهي هنا "بلاغة عملية" و"بلاغة وظيفية" و"بلاغة اجتماعية" أيضا إذا صح التعبير.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 259