اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 258
للقيام بهذا العمل, وإلا فإن "المأساة تكون مدمرة إذا استمر ذلك طويلا بالنسبة لسمعة الصحيفة"[1] وهو أيضا, الكاتب نفسه وليس معنى ذلك -بالطبع- أننا نقر أخطاء الآخرين، أو نوافق عليها -محرر الخبر مثلا.
وإنما نقول وندعو إلى أن يكون محرر المقال أشد حرصا على صحة لغته، وأكثر حفاظا على قواعدها وخصائصها، ولن يتحقق له ذلك إلا بالاقتراب منها والاقتراب الشديد أيضا, حيث يجد فيه ما يمكن أن يقيه عواقب الزلل، وأن يعصمه من مغبة الخطأ.
12- على أننا في نهاية هذا التناول للغة المقال الصحفي وطبيعتها وخصائصها إنما نتوقف عند عدد من النقاط الهامة التي تتصل بالموضوع نفسه عن قرب، وذلك لأنها تستحق مثل هذه الوقفة المؤكدة، والمدعمة لما سبق تناوله:
- فليس معنى قولنا إن كاتب المقال الصحفي -خاصة الأعمدة العامة ومقالات اليوميات والخواطر والتأملات والتجارب الخاصة- يكون أكثر حاجة من غيره من الكاتبين إلى "المستوى الصحفي الوصفي" وكذلك إلى "المستوى الصحفي المتأدب" بما يترتب على ذلك أو يقوم من جمال في العرض ورقة وعذوبة في الأسلوب، ليس معنى ذلك أن يستمر في الشوط حتى نهايته ودون رابط أو ضابط من طابع أو معالم أو نظام وإلى الحد الذي يتقمص فيه شخصية "الأديب الكامل" بكل ذاتيته وكل الصدق في تبيان أحاسيسه أو الجموح في عواطفه أو الغلو في انفعالاته، أو أن يرتدي جميع ثياب الأديب بألوانها وزخارفها وبهرجتها أو أن يكون له مثل خياله وأحلامه ورؤاه الإبداعية الابتكارية, أو تلك "اللغة" وهذه "المفردات" وأنواع "التراكيب" التي تستحق أن تكون ضمن سطور كتاب أدبي، أو نقدي، أو علمي يكتب للخاصة وحدهم, أم نقصد نحن إلى ذلك، ولم تتطرق أمثال هذه المعاني إلى ذهننا, وإنما كان قصدنا بالدرجة الأولى، والذي ألمحنا إليه خلال الصفحات والسطور السابقة:
- أن يستخدم "المستوى الصحفي المتأدب" ولم نقل المستوى الأدبي الكامل أو "البحت". [1] جون هونبرج -ترجمة ميشيل تكلا: "الصحفي المحترف" ص126.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 258