اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 20
الأحياء الذين على وجه الأرض والمارون بهذا القبر سواء أكنتم نازلين مع النهر أم صاعدين فيه.. قولوا ألف رغيف وألف إناء جعة تقدم لصاحب هذه المقبرة، وأما من يدخل هذا القبر مدعيا ملكيته الجنائزية، فإنني سأقبض عليه كما يقبض على طائر يرى وسيحاكم على ذلك أمام الإله العظيم ... إلخ"[1].
4- ما سجله "يوليوس قيصر" في كتابه الذي أطلق عليه المتخصصون اسم "التعليقات" مما يتناول حروبه في بلاد الغال والحرب الأهلية بينه وبين بومبي -أحد القادة المنافسين له- وإلى جانب عرضه عرضا بارعا يصور الدسائس والمؤامرات التي كان ينسج خيوطها من حوله الأصدقاء والأعداء على السواء، وهي المؤامرات التي انتهت بقتله بعد ذلك على يد ابن زوجته وربيب نعمته "بروتس"[2].. وحيث يمكن اعتبار هذه الكتابات من جذور مقالات "الاعترافات" و"السيرة الذاتية".. أيضا، مثلها في ذلك مثل هذه الجذور السحيقة المصرية الطابع.
5- وبالمثل، وقريب من ذلك كله، ومما يمت بمثل هذه الصلة إلى هذه المقدمات نفسها تلك الصورة من صور "الوصايا" التي كان ملوك الفرس القدماء يوجهونها إلى أبنائهم، تعظهم وتقدم لهم تجربة الآباء والجدود، وتوضح سياستهم، وقد نقلها الغرب عنهم "وفي كتاب -تجارب الأمم- لمسكويه أن كسرى أنو شروان ألف كتابا في سيرته وسياسته، واكتفى مسكويه في التعريف به ببعض صفحات من هذا الكتاب تصور حروبه وانتصاراته على الروم والترك والديلم كما تصور سياسته الداخلية ونشره للعدل في رعيته وتخفيفه لمغارم الضرائب عنها حتى تقوى على عمارة الأرض واستخراج ثمارها"[3].
6- وإذا كنا قد أشرنا -ومن قبلنا وولزلي ود. حمزة إلى اعتبار بعض "محاورات أفلاطون" من جذور الأحاديث الصحفية، فإن قراءتنا لهذه المحاورات[4] تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن بعض فقرات هذه المحاورات الفلسفية القديمة [1] المصدر السابق ص139. [2] يمكن العودة إلى هذه القصة خلال سطور المقال الأول من كتابنا السابق "هم والصحافة". [3] شوقي ضيف، مرجع سابق، ص7. [4] من ترجمة أ. د. زكي نجيب محمود.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 20