اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 144
القارئ، بحيث يعتبره دائما وفي كل الأحوال صديقا له يخاطبه عن قرب، وبدون حدود، حتى إنه ليقص عليه ما حدث له، أو لأحد أصدقائه أو أحد أفراد أسرته، وقد يطلب من القراء الرأي والمشورة "أيضا" وقد يستأذنهم في القيام برحلة، أو السفر إلى الخارج، أو الحصول على إجازته وهكذا، وقد عبر عن ذلك أستاذ في الصحافة عندما قال: "وهو -كاتب العمود- يعتبر القراء بمثابة أصدقائه يفضي إليهم بكل ما يخطر على باله أو يجيش بصدره دون تكلف أو تحرز أو حيطة، بل إنه مستعد لأن يصف عيوبه لهم, ولا يخشى الاعتراف بالضعف البشري والتماس الأعذار، وهو مستعد أيضا للاعتذار عما أخطأ إذا وقع في الخطأ, كما أنه لا يضع نفسه من القراء موضع المعلم أو الناصح أو المؤدب أو المترفع أو المتعال وإنما يخاطبهم مخاطبة الزميل لزميله أو الند للند"[1].
8- ويتصل بالنقطة السابقة، ويصبح انعكاسا لها، إن القارئ ينتظر الكثير من صديقه المحرر وأنه -إلى جانب مسئوليته الاجتماعية عن تقديم الرأي والنصح وحل المشكلة- مطالب أيضا بأن يقدم له نفسه، ذاته وأحاسيسه وانفعالاته ومشاعره، وألا يحجب شيئا منها وإلى جانب تقديمه آماله وأحلامه وخيالاته هو أيضا، فما دام قد ارتضى هذا "الوضع الخاص" عند القارئ، وما دام قد ارتضى أن يكون نجما، فإن كل دقائق حياته تصبح معروفة، ويحدث العتب ويقع الإحساس بالتجاهل في نفس القارئ الصديق, إذا لم يعرف عن كاتبه المفضل ونجمه على الورق كل هذه الأشياء, إن القارئ يعتبر نفسه هنا "صاحب البيت" ومن ثم فهو مدعو للمشاركة في كل أفراح الكاتب وأحزانه، وفي كل "خصوصياته" أيضا، وينبغي أن يكون المحرر على يقين من ذلك وعلى استعداد لتحمل تبعاته أيضا، حتى وهي تكلفه -أحيانا- كثيرا من الوقت والجهد والمال، وكثيرا ما رأينا بعض كتاب الأعمدة:
- يتدخل لعقد صلح بين زوج وزوجته.
- أو بين فنان وآخر.
- يقدم رأيه لقارئ في موضوع زواجه.
- ويقبل الدعوة لحضور حفل الزواج ويقدم الهدية المناسبة. [1] حسنين عبد القادر: "الصحافة كمصدر للتاريخ" ص165.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 144