responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم    الجزء : 1  صفحة : 143
على دعم إمكانياته الخاصة، وشخصيته بكل هذه الأمور، أي: إن هذه القنوات الإيجابية ينبغي أن تصب في فائدة محققة له، ولعموده وللقراء، وفي أسلوب آخر إن عليه -وهو يعايش جميع هؤلاء- وهو يقرأ الكتب الجديدة والصحف ويستمع إلى الإذاعات ويفتح باب مكتبه لاستقبال القراء، ويهتم بخطاباتهم ومكالماتهم، وما إلى ذلك كله عليه أن يكون ذلك من منطلق صحفي كامل، وبأسلوب يضمن أن تحول هذه كلها إلى معايشات صحفية، أي: أن تتم وحضوره الذهني الصحفي الإعلامي كاملا من أجل أن يضع يده على الفكرة الجديدة، الجديرة بالتناول، والقضية التي يمكن أن تستقطب الأنظار، والموقف الذي ينتظر أن يقبل على عرضه القراء، والرأي المفيد للمجتمع، وهكذا لا تكاد تمر هذه كلها، إلا وهو يلتقطها ويكون مستعدا -من خلال هذه المعايشة- لتحويلها إلى عمود ناجح يقبل عليه القراء بكل شغف ويضيف جديدا إلى رصيد نجاحه عندهم.
6- وبالمثل، وتأسيسا على هذه المقدمات السابقة، فإنه لا ينبغي له أن يتوقف عند حد المعايشة الصحفية لكل ما يسمع أو يقال أو يقرأ أو لكل من يقابل، أو عند حد الحصول على الأفكار الناجحة، وإنما ينبغي أن يكون قادرا على أن يحول الأفكار التي حصل عليها إلى عمل إعلامي صحفي ناجح، هو هنا العمود الصحفي، ومعنى قدرته على تحويل الأفكار إلى أعمدة صحفية ترتبط به وباسمه وباسم صحيفته يعني هنا وفي المحل الأول أنه يعرف كيف يكتب؟ وبأية طريقة يعبر؟ وما هو الطريق إلى عقول وقلوب القراء؟ وحيث تبرز هنا ضرورة معرفته وإتقانه للكتابة الصحفية، وأساليب تحريرها كشرط أساسي يفوق غيره من الشروط, وإلى درجة تفوقه على غيره ممن يعرفون طرق وأساليب هذه الكتابة نفسها، وحيث لا يمكن لنا أن نتصور كاتب عمود صحفي لا يتقن الكتابة، ولا يكون بارزا في مجالاتها، أو من فرسانها المعدودين، بل إن على محرر العمود الصحفي هنا أن يكون على درجة طيبة من المعرفة بأساليب الكتابة العربية عامة, والأدبية خاصة وبأهم صور بلاغتها، وبيانها وبديعها، بحسب أن حاجته إليها تكون شديدة، وملحة أحيانا، انطلاقا من أن بعض الأعمدة تعتبر لونا من ألوان "الأدب الصحفي" الذي يلعب "الإبداع" فيه دوره، وتقدم المواهب الكتابية الكثير من صور النجاح المرتبط بالعمود شكلا ومضمونا.
7- ويرتبط بذلك أيضا جانب هام من جوانب أو صور كتابة الأعمدة الصحفية على وجه التحديد، ذلك هو مقدرة الكاتب أو المحرر على إلغاء المسافات التي تفصل بينه وبين

اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست