اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 35
لابن عبد الحكم، والسير التي كتبها ابن زولاق وابن الداية والبلوي، وسيرة اليازوري وزير المستنصر، والنوادر السلطانة للقاضي بهاء الدين؛ واشتد الميل إلى كتابة السير بمصر أيام المماليك، فكتب محيي الدين بن عبد الظاهر سيرة الظاهر بيبرس وكتبها أيضاً عز الدين بن شداد. وكتب ابن دقماق سيرة الظاهر برقوق وترجم العيني للملك المؤيد والملك الأشرف، وأفرد غيره من المؤرخين سيرة لكل من الظاهر ططر والأشرف برسباي [1] . وقد يشجع على هذا الظن أن مصر عرفت عبادة الفرد منذ أزمنة قديمة، ودار تاريخها حول تخليد الحاكم. والحق أن الاستقراء الدقيق يدل على أن البلاد الإسلامية شاركت مصر في هذا النشاط حتى أربت عليها، وشاركتها الشعور بقيمة الفرد المتسلط والميل إلى تمجيده وتخليده. ولكن أكثر السير المصرية؟ إن صحت التسمية؟ لم يطو مع الزمن، وأحيت المطبعة الحديثة عدداً غير قليل منه، ولبست ميزة هذه السير في كثرتها، بل ميزتها الصحيحة في ذلك الأسلوب المستوي البسيط الذي كتبت به، وتلك الحيوية الجميلة التي تشيع في السرد والقصص؛ نعم إن السيرة أصيبت بما أصاب الأدب عامة بعد القرن السادس من تكلف والتواء، ولكن بعضاً من السير التي كتبت بمصر سلمت من هذا الداء، واحتفظت بأسلوب مقارب لا هو بالأسلوب [1] الجواهر والدرر: 516 وكذلك كشف الظنون.
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 35