responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 34
الملك المؤيد ". فإنه بدأها بالكلام على توزيع البشر ثم في وصف القبائل التركية والجركسية ونسب المؤيد ثم في مميزات كل شخص لقب بالمؤيد، والسر الكامن وراء كون المؤيد تاسع تسعة منالحكام الأتراك بمصر، وميزة تاريخ اعتلائه العرش. ثم سرد لأحداث وقعت في عصر المؤيد، على شكل ركام من الأخبار؟ وأكثره تافه؟ لا رابطة فيه من قدرة على الترجمة أو قدرة على التاريخ. وقد يكون هذا نقصاً في كاتب السيرة، ولكن لا شك في أن كثيراً من السير كتب على هذا النحو وقليل منها هو الذي حاذى في طبيعته سيرة بهاء الدين ابن شداد. (1)
ومن يتتبع كتابة السيرة التاريخية، يجد أنها لم تخضع للتطور إلا في أمور شكلية بسيطة، وإنما كان تفاوتها رهناً بالتفاوت بين كاتب وآخر؛ وهو قبل كل شيء تفاوت في الإحساس بمعنى التاريخ نفسه. فسيرة ابن طولون للبلوي؟ مثلاً؟ أجل فائدة من حيث تصوير النواحي الاجتماعية بمصر، وسيرة ابن شداد أكثر اهتماماً بالأحداث الحربية التي خاضها صلاح الدين.
وليس من السهل أن نحصر التأليف في السيرة أثناء العصور الإسلامية. فبعد سيرة ابن إسحاق، طغى سيل التأليف في هذه الناحية وكثرت السير كثرة واضحة. وقد يقال أنه كان لمصر نصيب وافر في هذا الاتجاه؛ فهناك سيرة عمر بن عبد العزيز

(1) Rosenthal: Mus. Hist.: p. 93.
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست