اسم الکتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 438
طوى ظمئها في بيضة القيظ بعدما ... جرى في عنان الشعريين الأماعز [1] فأما قولهم " فلان بيضة البلد " فمن أراد به المدح فهو من هذا، ومن أراد به الذم ذهب إلى التريكة من بيض النعام لأنه لا منفعة فيها كما يقال " فقع القرقر ".
قال الراعي [2] :
لو كنت من أحد يهجى هجوتكم ... يا ابن الرقاع ولكن لست من أحد
تأبى قضاعة أن تدري لكم نسباً ... وابنا نزار فأنتم بيضة البلد وقد يضرب مثلاً للمنفرد عن أهله وأسرته فلا يكون مدحاً ولا ذماً، قال الشاعر [3] :
لو كان حوض حمار ما شربت به ... إلا بإذن حمار آخر الأبد
لكنه حوض من أودى بإخوته ... ريب الزمان فأضحى بيضة البلد يقول: لو كان أنصاري أحياء ثم كان حوض حمارٍ من الحمر ما شربت به إلا بإذن ذلك الحمار [4] . [1] الضمير في طوى يعود إلى حمار الوحش. والظمٍ: ما بين الشربتين. والشعريان: هما العبور والغميصاء، والاماعز: الأماكن الغليظة. والمعنى أن الحمار طوى ظمء أتنه حين اشتد الحر، فجرى السراب. ورواية الديوان " في بيضة الصيف ". [2] البيتان في اللسان: (بيض) . [3] هو صنان بن عباد اليشكري كما في التبريزي 2: 152 والمرزوقي: 267 وياقوت (حوض حمار) واللسان: (بيض) ، وأنشده كراع للمتلمس. [4] كذا شرحه أبو عبيد البكري، وذهب ابن بري وأبو رياش إلى أن (حمار) المذكور في البيت اسم رجل وهو علقمة بن النعمان وكان أخوه هذا أورد إبله حوض صنان بن عباد فهو يقول له: لو كان حوض أخيك نفسه لما وردته إلا بإذنه. وقال المرزوقي: حمار أخو صنان وكان في حياته يتعزز به، وهو الأقرب إلى الصواب.
اسم الکتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 438