responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 465
بالوصف الشنيع والمرأى الفظيع ليبلغ في الاعتذار عن هربه مقتضى أربه فلما لم يكن بنا لذكرها على التمام حاجة اقتصرنا على الخلاصة منها لا المجاجة من أحسن من الجبناء في اعتذاره لما قرع على انهزامه وفراره الحرث ابن هشام وكان قد شهد بدراً مشركاً فانهزم فصنع حسان قصيدة استطرد به فيها يقول منها
إن كنت كاذبة الذي حدّثتني ... فنجوت منجى الحرث بن هشام
ترك الأحبة إن تقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام
فأجابه الحرث
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى رموا فرسي بأشقر مزبد
وعلمت إني إن أقاتل واحداً ... أقتل ولا يضرر عدوي مشهدي
وشممت ريح الموت من تلقائهم ... في مازق والخيل لم تتبدّد
فصدفت عنهم والأحبة دونهم ... طمعاً لهم بعقاب يوم مفسد
وأنشد هذا الاعتذار لبعض ملوك العجم فقال يا معشر العرب لقد بلغتم بلطافة ألسنتكم وحسن احتجاجكم وجميل أوصافكم مبلغاً لم يبلغه أحد غيركم حتى اعتذرتم عن الفرار بعذر يسع بعدكم الاعتذار به لكل منهزم وتوفي الحرث هذا سنة ثمان عشرة بالطاعون وهو طاعون عمواس قرية بالشأم وفيها توفي أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنهم ويقال إن عبد الله بن عنقاء الجهمي لقيه بنو عبس يسوق بأمرأته أم الحصين ففر عنهم فعيرته امرأته فقال
أجاعلة أم الحصين خزاية ... عليّ فراري أن لقيت بني عبس
لقيت أبا شاس وشاساً ومالكاً ... وقيساً فجاشت من لقائهم نفسي
جذيمة دعواهم وعود بن غالب ... أولئك جاشت من لقائهم نفسي
كأن جلود النمر صبت عليهم ... إذا جعجعوا بين الاباحة والحبس

اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 465
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست