responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 341
ويمنعني الحجاب والليل مسبل ... وأنت بعيد والرجال صفوف
يطوفون حولي بالقلوس كأنهم ... ذئاب جياع بينهنّ خروف
فأمّا وقد أبصرت وجهك مقبلاً ... واصرف عنه إنني لضعيف
ومالي من الدنيا سواك وما لمن ... تركت ورائي مربع ومصيف
وقد علم الحيان قيس وخندف ... ومن هو فيها نازل وحليف
تخطيت أعناق الملوك ورحلتي ... إليك وقد أخنت عليّ صروف
فجئتك أبغي الخير منك فهزني ... ببابك من ضرب العبيد صنوف
فلا يجعلن لي نحو بابك عودة ... فقلبي من ضرب العبيد مخوف
فاستضحك مالك حتى كاد يسقط عن فرسه ثم قال لمن حوله من يعطيه درهماً بدرهمين وثوباً بثوبين فنثرت الدراهم ووقعت الثياب عليه من كل جانب حتى تحير الأعرابي واختلط عقله لكثرة ما أعطى فقال هل بقيت لك حاجة يا أعرابي قال أما إليك فلا قال فإلى من قال إلى الله أن يبقيك للعرب فإنها لا تزال بخير ما بقيت لها وحكى أبو بكر المارداني قال كنت أساير الأمير أبا الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون وكان قد خرج إلى الصيد بدمشق إذ تلقاه أعرابي فأخذ بعنان فرسه وقال
إن السنان وحد السيف لو نطقا ... لأخبرا عنك في الهيجاء بالعجب
أقبلت مالك تعطيه وتنهبه ... يا آفة الفضة البيضاء والذهب
فقال يا غلام اعطه ما معك فأعطاه خمسمائة دينار فقال يا أمير المؤمنين زدني فقال لمن معه من غلمانه اطرحوا له ما معكم من المناطق والسيوف فحصل له منهم ما عجز عن حمله وقال علقمة بن عبد الرزاق العليمي قصدت بدراً الجمالي بمصر فرأيت اشراف الناس وكبراءهم وشعراءهم قد طال مقامهم على بابه ولم يؤذن لأحد منهم فبينما هم جلوس إذ خرج يريد الصيد فأقمت حتى رجع من صيده فلما قارب دخول البلد خرجت إليه ووقفت على نشز عال من الأرض وآومأت إليه برقعة فوقف

اسم الکتاب : غرر الخصائص الواضحة المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست