ولي حارثة «1» بن بدر «سرّق» فكتب إليه أنس الدّؤلي «2» : [طويل]
أحار «3» بن بدر قد وليت ولاية ... فكن جرذا فيها تخون وتسرق
وبار تميما إنّ للغنى ... لسانا به المرء الهيوبة ينطق «4»
فإنّ جميع الناس إمّا مكذّب ... يقول بما يهوى وإمّا مصدّق
يقولون أقوالا ولا يعلمونها ... وإن قيل: هاتوا حقّقوا، لم يحقّقوا
ولا تحقرن، يا حار، شيئا أصبته ... فحظّك من ملك العراقين سرّق
فلما بلغت حارثة قال: لا يعمى عليك الرشد.
حدّثني أبو حاتم عن الأصمعي عن جويرية بن أسماء قال: قال فلان:
«إن الرجل ليكون أمينا فإذا رأى الضّياع خان» .
قرأت في كتاب أبرويز إلى ابنه شيرويه: «اجعل عقوبتك على اليسير من الخيانة كعقوبتك على الكثير منها، فإذا لم يطمع منك في الصغير لم يجترأ عليك في الكبير. وأبرد البريد في الدرهم ينقص من الخراج، ولا تعاقبنّ على شيء كعقوبتك على كسرة ولا ترزقنّ على شيء كرزقك على إزجائه «5» ، واجعل أعظم رزقك فيه وأحسن ثوابك عليه حقن دم المزجي