responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 416
والتواضع خلق حسن, يدفع الله به الشرور والمحن, وتحصل به الألفة والمحبة, وفيه تعوّد النفس على البشاشة والخشوع, وتعويدها على المحامد, وتذليلها على المكارم, قال الشاعر:
إن شئت أن تبني بناءً شامخاً ... يلزم لذا البنيان أس راسخُ
إن البناء هو الكمال وأسه الصـ ... ـخري فهو الاتضاع الباذخُ

وقد خاطب الله رسوله وهو على خلق عظيم بقوله وهو العزيز الحكيم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [1] .
وأولى الناس بخفض الجناح, والتواضع لهما في الغدو الرواح هما الوالدان والأقربون, قال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [2] .
وأما العجب والغرور فهما من السلوك المحظور, فالافتخار بالنفس وشعورها بالكمال, والتقصير في تشييد الصالحات, عاهة مهلكة, ألا ترى أن الناس يتمقتون لمن يروق نفسه ويقولون: فلان معجب بنفسه ورأيه, وفي الحديث: (لو لم تكونوا تذنبون خشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب) [3] .
ولابن دريد:
وَآفَةُ العَقلِ الهَوى فَمَن عَلا ... عَلى هَواهُ عَقلُهُ فَقَد نَجا
كَم مِن أَخٍ مَسخوطَةٍ أَخلاقُهُ ... أَصفَيتُهُ الوُدَّ لِخُلقٍ مُرتَضى

[1] - سورة الشعراء الآية (215) .
[2] - سورة الإسراء الآية (24) .
[3] - أخرجه البيهقي في شعب الإيمان حديث (7006) .
اسم الکتاب : صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال المؤلف : حسين بن محمد المهدي    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست