responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 277
وقريب من أمر هاتين المقطوعتين أبيات من الرجز قيلت في طاعون عمواس، نسبت إلى غلام أعجمي، تغنى بها خلف رجل عزم على الرحيل فرارًا من الطاعون، فقال له:
يأيها المشعر هما لا تهم ... إنك إن تكتب لك الحمى تحم1
وتغنى آخر خلف غلام هرب من البصرة من الطاعون على حمار، فإذا بمن يحدو به:
لن يعجزوا الله على حمار ... ولا على ذي غرة مطار
قد يصبح الموت أمام الساري2
ونعجب كثيرًا أن يكون الحادي أعجميًّا، ونرجح أن ذلك من فعل الرواة والقصاصين، الذين أرادوا الإغراب في كل شيء؛ حتى لينطقوا الأعاجم بهذه الآراء القدرية التي شاعت بين المسلمين.
أما اللون الآخر من الشعر الذي لا ينسب إلى قائل معين، فهو شعر المغمورين، الذين لم يعن الرواة بتدوين أسمائهم لضعف شأنهم في الشعر، وكونهم من عامة الجند، وهو شعر كثير، ومعظمه في تصوير بلاء المسلمين، مثل قول الشاعر:
صبحنا بالكتائب جمع بكر ... وحيا من قضاعة غير ميل
أبحنا دارهم والخيل تردى ... بكل سميدع سامي التليل3
أو تصوير قسوة المعارك، كما يبدو من قول أحد المسلمين:
يارب مهر حسن مطهم ... يحمل أثقال الغلام المسلم
ينجو إلى الرحمن من جهنم ... يوم جلولاء ويوم رستم
ويوم زحف الفارس المقدم ... ويوم لاقى ضيعة مهزم
وخردين الكافرين للفم4

1 الطبري ج5/ 2521.
2 نفس المرجع.
3 البلاذري 249.
4 الطبري 5/ 2472.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 277
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست