responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 262
هوانهم على المسلمين، وخذلانهم أمام الحق الأبلج، فهم أناس لا يدافعون عن فكرة كما يفعلون، ولا يحامون عن الحقيقة كما يحامون.
والفرس مجوس لا يعرفون الله الذي هدى العرب إلى الإسلام، وليس لهم كتاب يهديهم إلى الحق، فهم في معصية الله، ولكن المسلمين في طاعته يقول الأسود بن سريع التميمي:
أطاعوا ربهم وعصاه قوم ... أضاعوا أمره فيمن أضاعوا
مجوس لا ينههما كتاب ... فلاقوا كبة فيها قبوع1
وهذا أوس بن بجير الطائي يقرر هذه الحقيقة؛ إذ يقول:
ليت أبا بكري يرى من سيوفنا ... وما نجتلي من أذرع ورقاب
ألم ترَ أن الله لا رب غيره ... يصب على الكفار سوط عذاب2
وقد راح الفاتحون يصورون الفرس في صور مختلفة، معبرين بذلك عن استهانتهم واحتقارهم. فهذه قصورهم قد آل ما بقي منها إلى المسلمين، وخرب منها ما خرب، حتى عادت كأضراس الكلاب، كما يقول عاصم بن عمرو في قصور الحيرة:
حصرنا في نواحيها قصورا ... مشرفة كأضراس الكلاب3
وقد حطهم المسلمون من هذه القصور فزلزلوا عروشهم، كما يقول القعقاع بن عمرو:
حططناهم منها وقد كان عرشهم ... يميل به فعل الجبان المخالف4
وهذه بلادهم المنيعة الحصينة التي كانت حرامًا لا يرام بالحشود، أصبحت حلالًا للمسلمين مباحًا، وأصبح تمر النرسيان الذي لم يكن يأكله إلا الأكاسرة طعامًا حلالًا لهم، كما يقول عامر بن عمرو:

1 الطبري ج5/ 2541.
2 الإصابة ج1/ 117.
3 ياقوت ج2/ 275.
4 الطبري ج4/ 2047.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست