responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 243
وفي نفس المعنى يقول عبد الله بن سبرة الجرشي:
إن أقلب الطعن فالطاعون يرصدني ... كيف التقاء على طعن وطاعون1
وكان ركوب البحر حدثًا كبيرًا سجله الشعراء وأشادوا به، وأكدوا في شعرهم أن الله قد ذلَّله لهم وبشروا بما أعده الله لمن يعبر في طاعته. يقول عفيف بن المنذر التميمي وقد غزا مع العلاء بن الحضرمي فارس من البحرين في وقعة طاوس:
ألم ترَ أن الله ذلل بحره ... وأنزل بالكفار إحدى الحلائل
دعونا الذي شق البحار فجاءنا ... بأعظم من فلق البحار الأقائل2
وأخذ المسلمون يعرفون بعض ألوان المآكل والمشارب الفارسية ويذكرونها في شعرهم؛ إذ إن أبا عبيد بن مسعود الثقفي -شهيد الجسر- بعد أن هزم الفرس في السقاطية بكسكر نزل بقرى باروسما؛ حيث خف إليه الفرس يصالحونه، وصنع له "فروخ" و"فرنداذ" من رؤساء الدهاقين طعامًا قدموه له، ولكنه رفض أن يطعمه دون جنده، فأخبره أنهم يطعمون في نفس الوقت فأكل، ولما عاد إلى جنده سألهم: ماذا كان طعامهم؟ فأخبروه بما جاءهم، فدعاهم ليعرفوا ألوان الطعام التي قدمت إليه. من قرو ونجم وجوزل وشواء وخردل، فقال عاصم بن عمرو التميمي:
إن تك ذا قرو ونجم وجوزل ... فعند أنب فروخ شواء وخردل
وقرو رقاق كالصحائف طويت ... على مزرع فيها بقول وقوزل3
وكان المسلمون يرون أموال الفرس تنصب في حجورهم من غنائم وأسلاب وجزية تؤدَّى إليهم، فيذكرون ذلك في عزة وفخر. فبعد المدائن حاز المسلمون خزائن كسرى ودروعه وأسيافه، فقال أبو بجيد نافع بن الأسود:
فانتشلنا خزائن المرء كسرى ... يوم ولوا وحاض منا جريضًا4

1 الإصابة ج5، ص60.
2 الإصابة ج5، ص109.
3 الطبري ج4، ص2173.
4 الطبري ج5، ص2424.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست