responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 230
ومحبور برؤيتنا يرجى الـ ... ـلقاء ولن أراه ولن يراني
ورب أخ أصاب الموت قلبي ... بكيت ولو نعيت له بكاني
دعاني دعوة والخيل تردى ... فما أدري باسمي أم كناني
فكان إجابتي إياه أني ... عطفت عليه خوار العنان
وأي فتى إذا ما مت تدعو ... يطرف عنك غاشية السنان
فإن أهلك فلم أك ذا صدوف ... عن الأقران في الحرب العوان
ولم أدرج لأطرق عرس جاري ... ولم أجعل على قومي لساني
ولكني إذا ما هايجوني ... منيع الجار مرتفع البنان
ويكرهني إذا استبسلت قرني ... وأقضي واحدًا ما قد قضاني
فلا تستبعدا يومي فإني ... سأوشك مرة أن تفقداني
ويدركني الذي لا بد منه ... وإن أشفقت من خوف الجنان
وتبكيني نوائح معولات ... تركن بدار معترك الزمان
حبائس بالعراق منهنهات ... سواجي الطرف كالبقر الهجان
أعاذلتي من لوم دعاني ... وللرشد المبين فاهدياني
وعاذلتي صوتكما قريب ... ونفعكما بعيد الخير وإن
فردا الموت عني إن أتاني ... ولا وأبيكما لا تفعلان1
فالشاعر جزع على هؤلاء الشهداء، الذين لاقوا مصارعهم في هذه البلاد النائية، وزاد في جزعه أيضًا أنه يحن وقد رأى ما رأى إلى موطنه وإلى من خلفهن في العراق، وهو يشعر بأنه لن يلقاهن، ويتضاعف حنينه وفزعه عندما يقابل بين ما حدث لهؤلاء الفتيان وما يمكن أن يحدث له هو الآخر، فليس هناك فرق بين أن ينعى إليه أخ أو أن ينعى هو إليه. وماذا يمكن أن يفيده الجزع وقد قام بواجبه على أتم وجه، وأدى ما

1 أغاني دار الكتب ج11، ص278، 279.
اسم الکتاب : شعر الفتوح الإسلامية في صدر الإسلام المؤلف : النعمان عبد المتعال القاضي    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست