responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 359
هذا الوزن من الشعر يسمة المجتث وهو مستفعلن فاعلاتن ثم يجوز في زحافه مفاعلن فعلاتن والطرطبة القصيرة الضخمة وقيل هي المسترخية الثديين وكان من قصة هذا الرجل أن قوما من أهل العراق قتلوا أباه يزيد ونكحوا امرأته أم ضبة وكان ضبة غدارا بكل من نزل به واجتاز به أبو الطيب فامتنع من بحصن له واقبل يجاهر شتمه وشتم من معه وأرادوا أن يجيبوه بمثل ألفاظه القبيحة وسألوا ذلك أبا الطيب فتكلفه لهم على كراهة والمعنى يقول لم ينصفوه إذ فعلوا بأبيه وأمه ما فعلوا وروى أبن جنى وباكوا بالباء من بوك الحمار الأتان قال لأنه جعلهم كالحمير في غشيانهم بفحش والغلبة المغالبة ومنه قول الراعي، أخذوا المخاض من القلاص غلبة، كرها وتكتب للأمير أفيلا،

فلا بمن مات فخر ... ولا بمن نيك رغبه
وإنما قلت ما قل ... ت رحمة لا ومحبة
يقول لا فخر له بأبيه ولا يرغب بأمه أيضا عما فعل بها من قولهم أنا أرغب عن هذا وإنما قلت ما انصفوه رحمة لك بما فعل لا محبة

وحيلة لك حتى ... عذرت لو كنت تيبه
أي احتيالا لك حتى تعذر فيما أصابك لو كنت تشعر وتيبه من قولهم ما وبهت له أي ما باليته وما شعرت به على لغة من يقول ييجل وييجع وروى الخوارزمي تنبه أي تستيقظ

وما عليك من القت ... ل إنما هي ضربه
وما عليك من الغ ... در إنما هي سبه
وما عليك من العا ... ر أن أمك قحبه
هذا استهزاء به واستجهال له يقول لا يلزمك من قتل أبيك عار إنما ذلك ضربة وقعت بأبيك فمات منها والغدر سبة تسب به فما عليك منه ولا عار عليك من فجور أمك والقحبة من القحاب وهي السعال وذلك أن الرجل يسعل بها فتجيب

وما يشق على الك ... لب أن يكون ابن كلبهْ

ما ضرها من أتاها ... وإنما ضر صلبهْ

ولم ينكها ولكنْ ... عجانُها ناكَ زُبَّهْ
العجان ما بين القبل والدبر يريد أنها مهزولة تصيب بعجانها متاعَ من أتاها فتصكه

يلوم ضبة قومٌ ... ولا يلومون قلبهْ
وقلبه يتشهى ... ويلزم الجسم ذنبهْ

لو أبصر الجذع فعلاً ... أحب في الجذع صلبهْ
فعلا كنايةٌ عن الأير وروى ابن جنى شيئا وأراد الكناية أيضا أي لحبه ذلك يحب أن يكون مصلوبا في ذلك الجذع

يا أطيب الناس نفساً ... وألين الناس ركبهْ
يريد أنه سمح القياد يلين لمن راوده وقد انملست ركبته لكثرة البروك عليها

وأخبث الناس أصلا ... في أخبثِ الأرضِ تربهْ
وأرخص الناس أما ... تبيع الفا بحبهْ

كل الفعول سهامٌ ... لمريمٍ وهي جعبهْ
وما على من به الدا ... ء من لقاء الأطبهْ

وليس بين هلوكٍ ... وحرةٍ غيرُ خطبهْ
يعني أن الذين يأتونه كالآطبة له ومن به داء فعالجه بدوائه لم يعب به يهون عليه ما يسبه به من الأمر القبيح استجهالا له وكذلك قوله وليس بين هلوك البيت أي الفاجرة كالحرة المخطوبة إلى أهلها لا فرق بينهما إلا الاستحلال بالخطبة

يا قاتلاً كل ضيفٍ ... غناهُ ضيحٌ وعلبهْ
الضيح اللبن الممزوج بالماء والعلبة اناء من جلود يشرب فيه اللبن قال ابن جنى يقول إذا نزل بك ضيف ضعيف قتلته وأخذت ما معه فكيف تفعل بالإغنياء قال ابن فورجة ليس في البيت ما يدل على أنه يأخذ ما معه ولو كان المراد أخذ ما معه لسلبه دون أن يقتله والمعنى أنه بخيل يقتل الضيف القليل المؤنة لئلا يحتاج إلى قراه وهذا على ما قاله ابن فورجة لأنه يصفه بالغدر يريد أنه يقتل ضيفا شعبه قليل ضيحٍ في علبة لئلا يحتاج إلى سقيه ذلك القدر

وخوف كل رفيقٍ ... أباتك الليل جنبه
كذا خلقت ومن ذا ال ... ذي يغالبُ ربهْ
ومن يبالي بذم ... إذا تعود كسبهْ

أما ترى الخيل في النخ ... ل سربةً بعد سربهْ
على نسائك تجلو ... أيورها منذ سنبهْ

وهن حولك ينظر ... نَ والأحيراح رطبهْ
وكل غرمولِ بغلٍ ... يرين يحسدن قنبهْ
فسل فؤادك يا ض ... ب أين خلف عجبهْ
السربة الجماعة من الخيل والسنبة القطعة من الزمان والقنب وعاء القضيب يقول لضبة سل قلبك أين ترك ما كان فيه من العجب والأعجاب يعني حين أنجحر عنه وعن أصحابه وتحصن وهم يواجهونه بالشتم والقبيح من القول

اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي    الجزء : 1  صفحة : 359
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست