اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 360
وإن يخنك فعمري ... لطالما خان صحبهْ
يقول أن خانك العجب فكثيرٌ من المعجبين بأنفسهم لم يبق معهم العجب واذلهم الزمان وروى ابن جنى وإن يجبك من الإجابة وكان أيضا خطأ في الرواية فإن العجب واحد والصحب جماعة أي كل يجب أن يقول على روايته لطالما كان صاحبه
وكيف ترغبُ فيه ... وقد تبينت رعبهْ
ما كنت إلا ذبابا ... نفتك عنه مذبهْ
أي كيف تريد العجب وقد علمت شؤمه وكنت كالذباب نفتك المذبة عن العجب وقال ابن جنى أي بقيت بلا قلب قال ابن فورجة ظن إن الهاء راجعة إلى القلب وذلك باطل والهاء راجعة إلى العجب
وكنت تنخر تيها ... فصرت تضرط رهبهْ
يعني حين لجأ منهم إلى الحن هرباً منه ومن اصحابه
وإن بعدنا قليلا ... حملت رمحا وحربه
وقلت ليت بكفي ... عنانَ جرداء شطبهْ
أي إذا رحلنا عنك عاودك العجب وحملت السلاح لقولهم كلُّ مجرٍ في الخلاء يسرّ
إن أوحشتك المعالي ... فإنها دار غربهْ
أو آنستكَ المخازي ... فإنها لك نسبهْ
وإن عرفت مرادي ... تكشفت عنك كربهْ
قال ابن جنى يقول أنت مع ما أوضحته من هجائك غير عارف به لجهلك فإذا عرفت أنه هجاء زالت عنك كربةٌ لمعرفتك إياه وهذا كلام من لم يعرف معنى البيت وليس المراد ما ذكر ولكنه يقول مرادي أن أذكر ما فيك من البخل والغدر بالضيف فإن عرفت مرادي سررت بما قلته لأنه لا يقصدك آخر بعد ما بينت من صفاتك بسؤالٍ ولا طلبِ قرى
وإن جهلت مرادي ... فإنه بك أشبهْ
وقال يمدح دلار بن كشكروز وكان قد أتى الكوفة لقتال الخارجي الذي نجم بها من بني كلاب وانصرف الخارجي قبل وصول دلار إلى الكوفة
كدعواك كل يدعى صحة العقلِ ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهلِ
يقول للعاذلة كل واحد يدعى صحة عقله كدعواك يعني أنك بلومك إياي تدعين أنك أصح عقلا مني وليس يعلم أحد جهل نفسه لأنه لو علم جهل نفسه لم يكن جاهلا
لهنك أولى لائمٍ بملامةٍ ... وأحوج ممن تعذلين إلى العذل
لهنك فيه قولان قال سيبويه أصله لله إنك وقال أبوزيل لإنك فأبدلت الهمزة هاء لئلا يجتمع حرفان للتوكيد اللام وإن بينهما في هذا كلام واحتجاج ذكرته في الأعراب يقول أنت أولى بالملامة وأنت أحوج إلى العذل مني لان من أحببته لا يلام على حبه
تقولين ما في الناس مثلك عاشقٌ ... جدي مثل من أحببته تجدي مثلي
نصب مثلك على الحال من عاشق لأن وصف النكرة إذا قدم عليها نصب على الحال منها يقول لها إن وجدت لمحبوبي مثلا في الحسن وجدت لي مثلا في العشق يعني كما أنه بغير مثل كذلك أنا
محب كنى بالبيض عن مرهفاتهِ ... وبالحسن في أجسامهن عن الصقلِ
يقول أنا محب إذا ذكرت البيض أردت بها السيوف وإذا ذكرت حسنها كنيت به عن صقل السيوف
وبالسمر عن سمر القنا غير أنني ... جناها أحبائي وأطرافها رُسلي
أي وأكنى أيضا بالسمر عن الرماح السمر ويعني بجناها ما يجتني منها من المعالي التي يرتقي إليها بالعوالي يقول فالمعالي هي احبائي ورسلي التي تتردد بيني وبينها الأسنة يريد أني أخطب المعالي بالرماح
عدمت فؤادا لم تبت فيه فضلةٌ ... لغير الثنايا الغر والحدق النجلِ
دعا على قلبٍ يميل إلى الحسان بالعدم يقول لا كان لي قلبٌ لا فضل فيه لغير حب ثنايا الحسان واحداقهن
فما حرمت حسناء بالهجرِ غبطةً ... ولا بلغتها من شكا الهجر بالوصلِ
يقول المرأة الحسناء إذا هجرت لم تحرم المهجور غبطةً لأنها لو واصلته ما بلغته الغبطة أيضا ومن شكا الهجر هو العاشق وهو مفعولٌ ثان لبلغت أي وإن وصلته لم تبلغه غبطةً
ذريني أنل ما لا ينال من العلي ... فصعبُ العليَ في الصعبِ والسهلِ في السهلِ
يقول للعاذلة دعيني من لومك أنل من العلي ما لم ينل قبلي فإن العلي الصعبة وهي التي لم يبلغها أحد في الأمر الصعب الذي لم يركبه أحد وما سهل وجوده سهل الوصول إليه
تريدين لقيان المعالي رخيصةً ... ولا بد دون الشهد من إبرِ النحلِ
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 360