اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 354
يقول الناس في زمانك أكل قدرا من أن تكون فيما بينهم فتخالطهم وتعاشرهم وقدرك أجل من أن تعايش أهل هذا الزمان
برد حشاي إن استطعت بلفظةٍ ... فلقد تضر إذا تشاء وتنفعُ
يقول كلمني بكلمة وأسمعني منك لفظةً إن قدرت عليها لتسكن ما في قلبي من حرارة الوجد فلقد كنت في حياتك تضر إذا تشاء أعداءك وتنفع أولياءك أي فانفعني بكلامك
ما كان منك إلى خليلٍ قبلها ... ما يستراب به ولا ما يوجعُ
يقول لم يكن منك إلى خليلٍ قبل المنية ما يريبه منك أو يوجعه وذلك أشد لتوجعه عليك إذ لم تربه في حياتك
ولقد أراك وما تلم ملمةٌ ... إلا نفاها عنك قلبٌ أصمعُ
الأصمع الحاد الذكي يقال ثريدة مصمعة إذا كان وسطها ناتيا والصومعة فوعلة منه لأنه بناء ناتٍ على مكان مرتفع يقول كنت أراك في حال حيوتك وما تنزل بكل نازلةٌ إلا دفعها عنك قلبٌ ذكي
ويدٌ كأن نوالها وقتالها ... فرضٌ يحق عليك وهو تبرعُ
يقول ونفاها عنك يد معطية للاولياء قتالة للاعداء كان النوال والقتال وأجبان عليها وهما تبرع لا وجوبٌ وهو من قول الطائي، ترى ماله نصب المعالي وأوجبت، عليه زكوة الجودِ ما ليس وواجبا،
يا من يبدلُ كل وقتٍ حلةً ... أني رضيت بحلةٍ لا تنزعُ
هذا على الحكاية لما كان يفعله في حال حيوته كقول الآخر، جاريةٌ في رمضان الماضي، تقطع الحديث بالإيماض، حكى حالها في الوقت والمعنى أنه كان يلبس كل يوم لباسا آخر وقد لبس الآن ثوبا لا يخلعه يعني الكفن
ما زلت تخلعها على من شاءها ... حتى لبست اليوم ما لا تخلعُ
ما زلت تدفع كل أمرٍ فادحٍ ... حتى أتى الأمرُ الذي لا يدفعُ
هذا من قول يحيى بن زياد الحارثي، دفعنا بك الأيام حتى إذا أتت، تريدك لم نسطعْ لها عنك مدفعا،
فظللت تنظر لا رماحك شرعٌ ... فيما عراك ولا سيوفكَ قطعُ
عراك أصابك ونزل بك يقول لم تعمل رماحك وسيوفك في دفع ما نزل بك يعني الموت لنه لا مدفع له
بأبي الوحيدُ وجيشهُ متكاثرٌ ... يبكي ومن شر السلاحِ الأدمعُ
يقول فدى بأبي الوحيد المنفرد بما أصابه على كثرة ما له من الجيش يعني أن المنية سلبته وحده فلم تغنِ عنه كثرة جيشه يبكي لما نزل به من الأمر ولا يندفع بالبكاء شيء والدمع من شر الأسلحة
ومنيت إليك يد سواء عندها ... البازُ الأشهبُ والغرابُ الأبقعُ
يعني يد المنية وهي قابضة للصغير والكبير والشريف والوضيع فالبازي مثل للشريف والغراب مثل للوضيع ويروي الباز الأشهب مقطوع الألف لأنه أول المصراع الثاني فكأنه أخذ في بيت ثان كما قال، لتسمعن وشيكاً في دياركم، الله أكبر يا فارت عثمانا، وقال الآخر، حتى أتين فتًى تأبط خائفا، السيف فهو أخو لقاء أروع،
من للمحافلِ والجحافلِ والسريَ ... فقدت بفقدك نيرا لا يطلعُ
ومن اتخذت على الضيوف خليفةً ... ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيعُ
قبحاً لوجهك يا زمان فإنهُ ... وجهُ له من كل قبحٍ برقعُ
يقول قبح الله وجهك يا زمان فإن وجهك وجه اجتمعت فيه القبائح فكأنه اتخذ القبائح برقعا والقبح مصدر قبحته أقبحه قبحا والقبح ضد الحسن
أيموت مثل أبي شجاعٍ فاتكٍ ... ويعيش حاسدهُ الخصيُّ الأوكعُ
هذا استفهام تعجب حين مات هو في جوده وفضله وعاش حاسده يعني كافورا والأوكع الجافي الصلب من قولهم سقاء وكيع إذا اشتد وصلب
أيد مقطعة حوالي رأسه ... وقفا يصيح بها ألا من يصفع
يقول الأيدي التي حول الخصى هي مقطعة لأن قفاه يصبح ألا من يصفع فلو لم تكن تلك الأيدي مقطعة لصفعوه والمعنى أنه لسقوطه يدعو إلى إذلاله ولكن ليس عنده من فيه خير يهجو من حوله من أصحابه لتأخرهم عن الإيقاع به
أبقيت أكذب كاذب أبقيته ... وأخذت أصدق من يقول ويسمع
يقول للزمان أبقيت أكذب الكاذبين الذين أبقيتهم أي هو أكذب من بقي من الكاذبين يعني الخصي وأخذت أصدق القائلين والسامعين يعني أصدق الناس وهو المرثي
وتركت أنتن ريحة مذمومة ... وسلبت أطيب ريحة تتضوع
فليوم قر لكل وحش نافر ... دمه وكان كأنه يتطلع
يقول قرت دماء الوحوش وكانت كأنها تتطلع للخروج من أبدانها خوفا منه وجزعا يعني أنه كان صاحب طرد وصيد
اسم الکتاب : شرح ديوان المتنبي المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 354