responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 99
يقول: فتلت يداها فتلًا بعدتا به عن كركرتها[1]، وأميلت عضداها تحت جنبين كأنهما سقف أسند بعض لبنه إلى بعض.
26-
جَنوحٌ دِفاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَتْ ... لها كَتِفاها في مُعالَىً مُصَعَّدِ
الجنوح مبالغة الجانحة: وهي التي تميل في أحد الشقين لنشاطها في السير. الدِفاق: المندفقة في سيرها أي المسرعة غاية الإسراع. العندل: العظيمة الرأس. الإفراع: التعلية، يقال: فرعت الجبل أفرعه فرعًا إذا علوته، وتفرعته أيضًا وأفرعته غيري أي: جعلته يعلوه، المعالاة والإعلاء والتعلية واحد، والتصعيد مثلها.
يقول: هذه الناقة شديدة الميلان عن سمت الطريق لفرط نشاطها في السير مسرعة غاية الإسراع عظيمة الرأس، وقد عليت كتفاها في خلق معالي مصعَّد. وقوله: في معالى، يريد في خلق معالى أو ظهر معالى، فحذف الموصوف اجتزاء بدلالة الصفة عليه. ويجوز في الجنوح الرفع والجر على ما مر.
27-
كَأنّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَيَاتِها ... مَوَارِدُ من خلقاء في ظهرِ قَرْدَدِ
العلب: الأثر، والجمع العلوب، وقد علبت الشيء علبًا إذا أثَّرْت فيه. والنَّسْع: سير كهيئة العنان تشد به الأحمال، وكذلك النسعة، والجمع الأنساع والنسوع والنُّسْع. الموارد: جمع المورد وهو الماء الذي يورد. الخلقاء: الملساء، والأخلق الأملس، وأراد من خلقاء، أي من صخرة خلقاء، فحذف الموصوف. القردد: الأرض الغليظة الصلبة التي فيها وهاد[2] ونجاد[3].
يقول: كأن آثار النسع في ظهر هذه الناقة وجنبيها نقر فيها ماء من صخرة ملساء في أرض غليظة متعادية فيها وهاد ونجاد. شبه آثار النسع أو الأنساع بالنقر التي فيها الماء في بياضها. وجعل جنبها صلبًا كالصخرة الملساء، وجعل خلقها في الشدة والصلابة كالأرض الغليظة.

[1] كركرة الناقة: نتوء في مقدم صدرها.
[2] الوهاد: الأراضي المنخفضة.
[3] النجاد: الأراضي المرتفعة الصلبة.
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست