responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 168
قال بعض الجلساء: أنا، فقال: أنشدنيها فأنشد:
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع ... وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
وقد كنت في أكناف جار مضنة ... ففارقني جار بأربد نافع
فبكى المعتصم حتى جرت دموعه وترحم على المأمون وقال: هكذا كان رحمة الله عليه ينشدها لي، ثم اندفع ينشد هو باقيها ... وقال: فوالله لعجبنا من حسن ألفاظه، وصحة إنشاده، وفصاحته، وجودة اختياره[1].
عندما سمع الفرزدق قول لبيد:
وخلا السيول عن الطلول كأنها ... زبر[2] تجد متونها[3] أقلامها
فسجد الفرزدق، فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر[4].
ولقد أتيح للقسم الأكبر من شعره، لما فيه من ذخيرة كبيرة من اللغة النجدية، أن يكون صالِحًا للاستشهاد في كتب اللغة، وهذا الأمر قد ساعد كثيرًا على ترديد بعض شعره. وكان البدو الكلابيون، ممن كان العلماء يأخذون برأيهم في اللغة والغريب، ذوي أثر في تقريب شعره إلى الأفهام.

[1] أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15، ص 300، 301.
[2] الزُبُرُ: جمع زبور، وهو الكتاب "ابن منظور، لسان العرب ج4، ص 315، مادة زبر".
[3] تجد متونها: أي تعيد عليها الكتابة بعدما درست.
[4] أبو الفرج الأصبهاني، الأغاني، ج15، ص299.
4- موته
لَمّا حضرته الوفاة قال لابن أخيه -ولم يكن له ولد ذكر: يا بني إن أباك لم يمت ولكنه فني، فإذا قبض أبوك فأقبله القبلة وسجه بثوبه، ولا تصرخن عليه صارخة وانظر جفنتي، اللتين كنت أصنعهما، فاصنعهما ثم احملهما إلى المسجد. فإذا سلّم الإمام فقدمهما إليهم فإذا طعموا فقل لهم فليحضروا جنازة أخيهم، ثم أنشد قوله:
وإذا دفنت أباك فاجـ ... ـعل فوقه خشبًا وطينًا
اسم الکتاب : شرح المعلقات السبع المؤلف : الزوزني، أبو عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست