زهير بن أبي سلمى مدخل
...
زهير بن أبي سلمى
هو: زهير بن أبي سُلمى، واسم أبي سلمى: ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن، وينتهي نسبه إلى: مضر بن نزار بن مَعَدِّ بن عدنان.
وهو أحد الثلاثة المقدَّمين على سائر الشعراء، وإنما اختلفوا في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه. وأما الثلاثة فلا اختلاف فيهم، وهم: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة الذبياني.
وكان من حديث زهير، وأهل بيته أنهم كانوا من "مزينة" إحدى قبائل مضر. وكان يقيم هو وأبوه وولده في منازل بني: عبد الله بن غطفان، بالحاجز من نجد، ولذلك كان يذكر في شعره بني مرة وغطفان ويمدحهم.
نشأ زهير فيهم، وهناك قال قصيدته المعلقة يذكر فيها قتل ورد بن حابس العبسي: هَرِمَ بن ضَمْضَم المري، ويمدح فيها هرم بن سنان بن أبي حارثة، والحارث بن عوف، وسعد بن ذبيان المريين لأنهما احتملا ديته من مالهما.
وكان زهير بعد ذلك يكثر من مدح هَرِم وأبيه سنان وله فيهما قصائد غُر. فحلف هرم ألا يمدحه إلا أعطاه ولا يسأله إلا أعطاه ولا يسلم عليه إلا أعطاه عبدًا أو وليدة أو فرسًا. فاستحيا زهير من كثرة بذله له على كل حال، وجعل يتجنب مقابلته.
وكان إذا رآه في محفل قال: "عموا صباحًا غير هَرِم، وخيرَكم استثنيت".
كان زهير قد رأى في منامه في آخر عمره أن آتيًا أتاه فحمله إلى السماء حتى كاد يمسها بيده، ثم تركه فهوى إلى الأرض، فلما احتضر قصَّ رؤياه على ولده.