والمحاورة: مراجعة الحديث، وأصله من قولهم: حار يحور إذا رجع؛ ومنه قول لبيد: [الطويل] :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادًا بعدَ إذ هو ساطع
نظرت: أي انتظرت، والنظر الانتظار، ومنه قوله تعالى: {انْظُرُونَاَ نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: 13] . استودعته وأودعته واحد. المجمد: الذي لا يفوز، وأصله من الجمود.
يقول: ورب قدح أصفر قد قرب من النار حتى أثرت فيه، وإنما فعل ذلك ليصلب ويصفر، انتظرت مراجعته أي انتظرت فوزه أو خيبته ونحن مجتمعون على النار له، وأودعت القدح كفَّ رجل معروف بالخيبة وقلة الفوز، يفتخر بالميسر وإنما افتخرت العرب به لأنه لا يركن إليه إلا سمح جواد، ثم كمل المفخرة بإيداع قدحه كف مجمد قليل الفوز.
102-
ستُبْدِي لكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جاهلًا ... وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ
يقول: ستطلعك الأيام على ما تغفل عنه وسينقل إليك الأخبار من لم تزوده.
103-
وَيَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ من لَمْ تَبعْ لَهُ ... بَتاتًا وَلَمْ تضرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ
باع قد يكون بمعنى اشترى، وهو في البيت بهذا المعنى، البتات: كساء المسافر وأداته [والجمع أبتّة] . ولم تضرب له أي لم تبين له كقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} [النحل: 75] أي بيّن وأوضح.
يقول: سينقل إليك الأخبار من لم تشترِ له متاع المسافر، ولم تبيّن له وقتًا لنقل الأخبار إليك.