يقول: ولكن نفى عني مباراة الرجال ومجاراتهم شجاعتي وإقدامي في الحروب وصدق صريمتي[1] وكرم أصلي.
98-
لَعَمْرُكَ ما أمْرِي عليّ بِغُمَّةٍ ... نَهَارِي ولا لَيلِي عَليّ بسرْمَدِ
الغمة والغم واحد، وأصل الغم التغطية، والفعل غم يغم ومنه الغمام؛ لأنه يغم السماء أي يغطيها، ومنه الأغم والغماء، لأن كثرة الشعر تغطي الجبين والقفا.
يقول: أقسم ببقائك ما يغم أمري رأيي، أي ما تغطي الهموم رأيي في نهاري، ولا يطول عليّ ليلي حتى كأنه صار دائمًا سرمدًا، وتلخيص المعنى: أنه تمدح بمضاء الصريمة وذكاء العزيمة، يقول: لا تغمني النوائب فيطول ليلي ويظلم نهاري.
99-
وَيَوْمَ حَبَسْتُ النَّفْسَ عندَ عرَاكهِ ... حفَاظًا عَلى عوْرَاتِهِ والتّهَدّدِ
العراك والمعاركة: القتال، وأصلهما من العرك وهو الدلك، الحفاظ: المحافظة على ما تجب المحافظة عليه من حماية الحوزة والذب عن الحريم ودفع الذم عن الأحساب.
يقول: وربّ يوم حبست نفسي عن القتال والفزعات وتهدد الأقران محافظة على حسبي.
100-
عَلَى مَوْطنٍ يخشَى الفَتَى عندَهُ الرّدَى ... متى تعْترِكُ فيهِ الفرَائصُ تُرْعَدِ
الموطن: الموضع. الردى: الهلاك، والفعل ردي يردى، والإرداء: الإهلاك. الاعتراك والتعارك واحد. الفرائص: جمع فريصة وهي لحمة عند مجمع الكتف ترعد عند الفزع.
يقول: حبست نفسي في موضع من الحرب يخشى الكريم هناك الهلاك ومتى تعترك الفرائص فيه أرعدت من فرط الفزع وهول المقام.
101-
وَأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نظَرْتُ حِوَارَه ... على النَّار واستَودعتُه كفّ مُجْمِدِ
ضبحت الشيء: قربته من النار حتى أثرت فيه، أضبحه ضبحًا. الحوار [1] الصريمة: إحكام الأمر والعزيمة فيه.