اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 301
ومنهل معرد بالنهال ... دفن وطام ماؤه كالجريال
يكشف عن جماته دلو الدال ... عباية غثراء من أجن طال
المنهل المشرب والتعريد ترك القصد وسرعة الذهاب والنهال جمع ناهل ويكون العطشان والريان والدفن الركية والجميع دفان والطامي الماء المرتفع والجريال صبغ أحمر شبه ماءه والجمات جمع جمة وجمة البئر اجتماع مائها والدالي الجاذب للدلو من البئر ليخرجها ويقال الدالي معناه صاحب الدلو كاللابن والتامر والعباية الكساء والغثراء كالغبراء ويعني بالعباية ما على الماء من الغلفق لأنه لا يورد والأجن المتغير طال عليه طلاء وهو ما ألبسه.
قال أبو محمد ولا يقال مفعل في شيء من هذا إلا في حرف واحد قال عنترة:
ولقد نزلت فلا تظني غيره ... مني بمنزلة المحب المكرم
الباء في قوله بمنزلة متعلقة بمصدر محذوف لأنه لما قال نزلت دل على النزول والمعنى لقد نزلت مني بمنزلة مثل منزلة المحب فلا تظني غيره والهاء في غيره يحتمل أن يكون ضمير ما قال وما قال بمعنى القول هو مصدر وفي الكلام حذف وهو حذف المفعول الثاني من الظنّ كأنه قال فلا تظني غيره حقا أي غير قولي حقاً ويجوز أن تكون الهاء في غير ضمير الحب أي لا تظني غير حبك في قلبي وحذف المفعول الثاني والمحب جاء على أحب والأكثر في الكلام محبوب.
وقال أبو محمد وقال أبو عبيدة في قول الشاعر:
فقلت لها فيئي إليك فإنني ... حرام وإني بعد ذاك لبيب
فيئي إليك أي ارجعي إلى نفسك وقوله حرام أي محرم ولبيب أراد ملب بالحج ويجوز أن يكون قوله إليك نائباً مناب الأمر فكأنه قال ارجعي ارجعي.
ومما يحتاج إلى معرفته من هذا الباب
قال أبو محمد وقالوا مذروان والأصل مذريان. والمذروان فرعا الأليتين يقول قائل كيف قال والأصل مذريان وهو من الواو من ذرايذرو فالأصل الواو
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 301