اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 268
عن ذات أولية أساود ربها ... وكأن لون الملح فوق شفارها
توحدت فيه قولان أي أخذ كل واحد قدحا واحداً لغلاء اللحم وقيل توحدت أي توحد بها رجلان لم يشركهما غيرهما وقوله وشهدت عند الليل موقد نارها لأنهم قسموها بالعشى فلم يفرغوا حتى أدركهم الليل ولأأوقدوا نارا وقوله عن ذات أولية أي من أجل ذات أولية أي قد أكلت وليا بعد ولي فهي سمينة وقوله أساوداي إساره وأخادعه عنها ولا يكون ذلك إلا عند الغلاء والجدب يحتز كل واحد إلى نفسه النقص من الثمن ولا يظهر السوم لئلا يزاد عليه والشفار السكاكين العراض شبه ما جمد من الشحم على السكين بالملح لبياضه والمعنى أنه وصف نفسه بأنه ممن يشهد ضرب القداح على الإبل والدخول في الإيسار ويشهد نحرها وتفرقه لحمها وليس هو ممن يغيب عن ذلك وهذا إنما تفعله الكرماء الأجواد.
قال أبو محمد:؟ سقى أم عمرو كل آخر ليلة حناتم سود ماؤهن ثجيج
إذا هم بالإقلاع هبت له الصبا ... فعاقب نشء بعدها وخروج
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج
قوله كل آخر ليلة مثل قوله لا أكلمك آخر الليالي ومعناه لا أكلمك ما بقي من الزمان ليلة والحنائم الجرار الخضر جمع حنتم شبه السحاب الأسود بها والأخضر عند العرب الأسود ويقال للسحاب إذا كان ريان أسود كأنه الحنتم ثم كثر حتى سمي به السحاب وثجيج صبوب والإقلاع الانقشاع يقول إذا هم هذا السحاب أن يتقشع هبت له الصبا فجمعته فأعقب أي جاء بعده سحاب يعني غيما خرج من غيم ويقال للسحاب أول ما ينشأ قد نشأ له نشءٌ حسن وخرج له خروج حسن أي غيم بعد غيم قوله شربن يعني أن السحاب شربن من ماء البحر ومتى معناها من في لغة هذيل على لجج أي متى لجج أخرجت الماء من البحر وتكون متى لجج بمعنى وسط لجج تقول أخرجته من متى كمي أي من وسطه لهن نئيج أي مر سريع مو صوت ويروى تروت بماء البحر ثم تنصبت على جبشيات تنصبت ارتفعت على حبشيات أي سحابات سود. وانشد أبو محمد لعنترة:
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 268