اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 250
وقد ثوت نصف حول أي أقامت والجدد التامة والمور التراب الدقيق ويسفى تحمله الرياح حتى تصيره عاليا على الرحل وقارفت دنت من الجرب ولما تجرب بعد وإنما دنت من الجرب لأنها أقامت في الريف ويقال معناه دانت الجربى وباع لها اشترى لها والفصافص الرطبة والنميّ الفلوس الواحدة نمية ونمية والسفسير الخادم وقيل السفسير الذي يقوم على الناقة يصلح شأنها والجمع السفاسرة يصف طول مقامه بالريف وما يقرب منه حتى خشي على ناقته من الجرب لأن الجرب عندهم يكثر بالريف وصارت تعتلف الرطبة وألقت علف الأمصار يهجو بذلك حيا من إياد يقال لهم برد يريد أنه أطال المقام عندهم فلم يصنعوا به خيراً.
قال أبو محمد " والمقمجر القواس وهو بالفارسية كما نكر " وأنشد للحماني:
وقد أقلتنا المطايا الضمّر ... مثل القسيّ عاجها المقمجر
أقلتنا حملتنا والمطايا جمع مطية والضمر جمع ضامر والضمر الهزال لأنها إذا ضمرت بدت ضلوعها وهي معوجة فشبهها بالقسي وعاجها عطفها. قال وقال الأعشى:
وبيداء تحسب آرامها ... رجال إياد بأجيادها
البيداء الفلاة سميت بيداء لأن الأشياء تبيد فيها أي تهلك لسعتها كما سميت مفازة من قولهم فوّز الرجل إذا هلك والآرام الأعلام الواحد إرم وإرمىّ ويرميّ وإيرميّ وشبهها برجال إياد إذا لبسوا الأجياد وهي جمع جيد وهي مدرعة من صوف وإياد توصف بعظم الأجسام وقيل بأجيادها أي بأعناقها في طولها ويروى بأجلادها والأجلاد الأجسام.
وأنشد أبو محمد علي القيروان قول امرئ القيس:
وغارة ذات قيروان ... كأن أسرابها الرعال
الأسراب جمع سرب وهو القطيع من البقر والظباء والنساء والقطا والخيل شبه أسراب الخيل برعال النعام والرعلة النعامة سميت بذلك لأنها لا تكاد ترى إلا سابقة للظليم. قال أبو محمد قال الأعشى وذكر الخمار:
فقلت لمنصفنا اعطه ... فلما رأى حضر إشهادها
أضاء مظلته بالسرا ج والليل غامر جدّادها
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 250