اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 226
مفعول يعني أن أهواله تهول من أدلج فيه.
قال أبو محمد " جلا القوم عن الموضع وأجلوا تنحوا عنه وأجليتهم وجلوتهم " قال أبو ذؤيب:
تدلى عليها بين سبّ وخيطة ... بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها
فلما جلاها بالأيام تحيزت ... ثبات عليها ذلّها واكتئابها
يصف مشتار العسل وإنه يتدلى لأخذه من الجبل لأن النحل تعسل في الجبال والجرداء ها هنا الصخرة الملساء شبه الصخرة في أملاسها بالنطع والوكف النطع والكبوّ العثار والسبّ الحبل بلغة هذيل والخيطة الوتد وقيل أن الخيطة درّاعة يلبسها المشتار وجلاها طردها والأيام الدخان وتحيزت تفرقت وتميزت في كل وجه ويقال اجتمع بعضها إلى بعض ويروى تحيرت أي بقيت لا تدري إلى أين تذهب والذي يأخذ العسل لا يصعد إلا ومعه شيء يدخن به عليهن لئلا يلسعنه يقال منه آمها يؤومها أوماً والثبات جمع ثبةٍ وهو القطعة من القوم ومن كل شيء والاكتئاب الحزن.
قال أبو محمد " وهنه الله فأوهنه قال طرفة ":
وإذا تلسنني ألسنها ... أنني لست بموهون فقر
وقد تقدم تفسيره. وأنشد.
أقتلت سادتنا بغير دم ... إلا لتوهن آمن العظم
هذا الاستفهام على سبيل الإنكار والمعنى ما قتلت به سادتنا بغير دم أراقوه إلا لتذلنا فنكون بمنزلة العظم الصحيح الآمن من الوهن حتى لحقه كسرٌ فأوهنه وأضعفه وإذا قتل سادة القوم فقد ذهب عزهم وذلوا. قال أبو محمد " خطئت وأخطأت قال الله تعالى " لا يأكله إلا الخاطئون " وأنشد بيتا لأمية بن أبي الصلت:
عبادك يخطئون وأنت ربٌّ ... بكفّيك المنايا لا تموت
هكذا أنشده لا تموت والقصيدة ميمة وأولها:
سلامك ربنا في كل فجر ... بريئاً ما تغنثك الذموم
عبادك يخطئون وأنت رب ... بكفيك المنايا والحتوم
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 226