اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 219
كان سعيد بن عثمان بن عفان استصحب يزيد بن مفرغ حين ولي خراسان فلم يصحبه وصحب عباد بن زياد بن أبي سفيان فلم يحمده فهجاه فأخذه عبيد الله بن زياد فحبسه وعذبه فلما طال حبسه بعث رجلاً وحمله أبياتاً وأمره أن ينشدها على طريق دمشق إذا انصرف الناس من الجمعة على باب معاوية:
أبلغ لديك بني قحطان قاطبة ... عضّت بأير أبيها سادة اليمن
أمسي دعيّ زياد فقع قرقرة ... يا للعجائب يلهو بابن ذي يزن
فلما سمع أشراف اليمن هذا الشعر دخلوا على معاوية فكلموه فوجه رجلا يقال له جهنّام من بني راسب وكتب له عهداً وأنفذه على البريد وأمره أن يبدأ بالحسن فيخرج منه يزيد بن مفرغ قبل أن يعلم عباد ففعل جهنام ذلك فلما أخرجه من الحبس قرب إليه دابة من البريد ليركبها فلما استوى عليها قال عدس ما لعباد البيت يقول لا سلطان لعباد عليك والطليق المطلق وهذا مبتدأ وطليق خبره وتحملين جملة في موضع الحال والتقدير وهذا طليق في حال حملك له ويقال أن هذا في معنى الذي وقد حكاه جماعة وتحملين صلته وهو في موضع رفع بالابتداء وطليق خبره وتقديره والذي تحملينه طليق ويجوز حذف العائد من الصلة إذا كان متصلا للصوق الاسم بالصلة. وأخبرني ابن بندار عن ابن رزمة عن أبي سعيد عن ابن دريد أنه قال كان الخليل يزعم أن عدسا كان عنيفا بالبغال أيام سليمان بن داود فالبغال إذا قيل لها عدس انزعجت.
قال أبو محمد " وهو الدرياق ولا يقال الترياق قال الشاعر " هو تميم بن أبي بن مقبل وقبل البيت الذي أنشده:
ليالي ليلى على عانطٍ ... وليلى هوى النفس ما لم تبن
سقتني بصهباء درياقة ... متى ما تلن عظامي تلن
عانط بلد ويروى ناعط وقوله ما لم تبن أي ما لم تفارق يريد كانت النفس تهواها مدة اجتماعنا وتجاورنا وبعد ما فارقت وقوله سقتني بصهباء أي سقتني صهباء يعني خمرا فزاد الباء كما قال الله عز وجل: عينا يشرب بها عباد الله " أي يشربها وسميت الخمر صهباء للونها والصهبة في الألوان الحمرة والدرياقة من أسماء الخمر ايضا. قال أبو محمد " وهو الحندقوق نبطيّ معرب قال ولا يقال حندوقي " في هذه الكلمة أربع لغات يقال حندقوق وحندقوق وحندقوقي وحندقوقي
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 219