اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 169
فيها والنزال في الحرب أن يتنازل الفريقان وإنما تكون أصوات الرجال الكرير في شدة الحرب.
قال أبو محمد " والأفعى تفح بفيها وتكش بجلدها " قال الراجز:
كأن صوت شخبها المرفض ... كشيش أفعى أجمعت لعض
فهي تحكّ بعضها ببعض الشخب ما يخرج من اللبن من الضرع إذا عصره الحالب وكل ما يخرج في عصرةٍ واحدة فهو شخب والمرفضّ المتفرق شبه صوت الشخب إذا خرج من الضرع بصوت تحكّك جلد الأفعى.
باب معرفة في الطعام والشراب
قال أبو محمد " وفلان يدعو الجفلى والأجفلي إذا عم قال طرفة ":
نحن في المشتاة تدعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر
المشتاة الشتاء والشتاء عندهم جدب والانتقار أن يخص بدعوته والاسم منه النقري والآدب الداعي والدعوة المأدبة والمأدبة ومعنى البيت نحن مطاعيم كرام دعواتنا في الجدب والأزل عامة لا نخص بها بعض الناس دون بعض وفي الشتاء تقل الألبان وتخف الأزواد عندهم فعند ذلك يبين جود الجواد والجفلي في موضع نصب نعت لمصدر محذوف كأنه قال ندعو الدعوة الجفلى كما يقال ندعو الدعوة العامة.
قال أبو محمد " والأرشم الذي يتشمم الطعام ويحرص عليه قال البعيث " يهجو جريرا:
لقي حملته أمه وهي ضيفة ... فجاءت بيتنٍ للضيافة أرشما
ويروي بنّز. أللقى الشيء الملقى يجوز أن يكون منصوباً بإضمار فعل تقديره اهج لقى أو ذمّ لقى ويجوز أن يكون في موضع رفع على أنه خبر ابتداءٍ محذوف ومخرجه على الذم كأنه قال أنت لقى وقد جوز بعضهم نصبه على النداء وهو بعيد لأن النكرة لا يحذف منها حرف النداء لا تقول راكبا تعال تقديره يا لقى ولا يجوز أن يكون منصوبا على الحال ويكون العامل حملته لأن
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 169