اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 119
والفحم والفحم. وقولهم " غضب واستشاط " يجوز أن يكون من شاط إذا هلك كأنه احتدّ حتى أشرف على الهلاك قال الأعشى:
قد نطعن العير في مكنون فائله ... وقد يشيط على أرماحنا البطل
وقد يجوز أن يكون معنى استشاط هلك حلمه ومنه الغضب غول الحلم وسمى الشيطان لأنه يشيط بقلب ابن آدم أي يميل فقولهم غضب واستشاط يجوز أن يكون أيضا من الميل عن الحق والجور عنه إذا كان غضبه فيما لا يرضى فإن كان الغضب في حق فمعنى استشاط أي حاد عن طبعه الذي كان عليه. وقولهم " عدا فلان طوره " إذا افتخر فوق مقداره وادعى رتبة ليس لها وذلك أن الطوار فناء الدار وليس لأحد حقٌ ما عدا فناءه والطور في غير هذا الحال. وقيل في قولهم " أمر لا ينادي وليده " قال ابن الأعرابي معناه أمر كامل ما فيه خلل ولا اضطراب قد قام به الكبار فاستغنى بهم عن نداء الصغار وقال الفراء هذه لفظة تستعملها العرب إذا أرادت الغاية وأنشد:
لقد شرعت كفّا يزيد بن مزيد ... شرائع جود لا ينادى وليدها
وقوله وقال أبو العميثل العميثل الرجل الطويل وقيل الأسد. وقولهم " لكل ساقطة لاقطة " معناه لكل كلمة ساقطة أي يسقط بها الإنسان لاقط أي متحفظ لها فكان يجب أن يقال لكل ساقطة لاقط أي لكل كلمة خطأ متحفظ لها فأدخلت الهاء في اللاقطة ليزدوج الكلام كما قالوا أني لآتيه بالغدايا والعشايا وقال الفراء العرب تدخل الهاء في نعت المذكر في المدح والذم للمبالغة يذهبون في المدح إلى معنى الداهية وفي الذم إلى معنى البهيمة ولم يقل هذا غير الفراء ومن أخذ بقوله. وقولهم " على ما خيّلت " معناه على ما أرت الحال وشبهت فأضمر الحال ولم يجر لها ذكرٌ لعلم المخاطب بها كما قال تعالى " حتى توارت بالحجاب " يعني الشمس فاضمرها ولم يجر لها ذكر. ويقال معنى قولهم على ما خيّلت أي ما أرتك نفسك أنه الصواب ويقال على ما تخيلت وخيلت هو الكلام الجيد والأصل فيه من قولهم خيلت السحابة وتخيلت إذا أرت مخيلة المطر والمخيلة نفس السحابة فإذا أردت الفعل قلت
اسم الکتاب : شرح أدب الكاتب المؤلف : ابن الجواليقي الجزء : 1 صفحة : 119