responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 180
المطالب مشارعها. عيش أخضر العود ناضره، مائل الغضن مائره. هو بين أنواء خير وخصب، وأنوار رياض وعشب.
في ضد ذلك
نجمة منكدر، وعيشة كدر، ولباسه خشن، وطعامه خشب. يقاسي من فقد رياشه، وضيق معاشه، قذارة عينه، وغصة صدره. حال تريه النهار أسود، والعيش أنكد. إذا أصبح ركب ظهر الشيهم، وإذا أمسى توسد ذراع الهم. يكابد من مرارة عيشه ناب الأرقم، ويتجرع كأس العقم. منغض شرعة العيش، مقصوص جناح الأنس. حاله حال السليم في كربته، والغريق في لجته، والمحترق بحرته. هو بين غمائم لا تمطر إلا صواعق، وسمائم لا تهب إلا بوائق. قد تلقها بوجه الثامت، ويد المصالت. عيشة رنق، ومورده طرق، وجانبه حزن، وحاله حزن. طريح كربة لا يعرف مداها، وجريح غمة لا تكل مداها. ما يأكل إلا على نغص، ولا يشرب إلا على غصص. قد انقبضت مسافة طرفه، وأظلم أفق عيشه، وغربت نجوم سعده.
؟ السرور والإهتزاز
أخذتني هزة، وانتشرت في جوانحي مسرة. وجدت أعضائي كلها تتباشر، ووجوه رجائي تتهلل، وأعطاف مسرتي تهتز، وسحائب غبطتي تنهل. حالي حال من حكم في مناه، وأعطي كتابه بيمناه. كدت أهيم فرحاً، وأطير بجناح السرور مرحا. ملكتني المسرة حتى استفزتني، واشتملت علي حتى هزتني. علتني بشاشة النجاح، ودبت في نشوة الارتياح. أصبحت لا تقلني كواهل أرضي مرحا، ولا أعواد سرجي فرحا. اتسع لي مسرح السرور، وهطلت علي سحابة الحبور. اهتز عطفه، وارتفع طرفه، وانشرح صدره، وترجم عنه بشره. هزة تهدي المسرة إلى سواد القلب، وتؤدي الغبطة إلى سواء النفس.

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست