responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 178
المر. طريح ضعف ومتربة، وطليح ذل ومسكنه. جاءنا بوجه قد نضب ماؤه، وطال سقاؤه. لا يملك غير الجلدة بردة، ولا يلتقي بحياه رعدة. جاءنا فلان يضيق بالبرد ويسعه، ويأخذه القر ويدعه.
وصف ثياب الفقر
جاء في قميص قد أكل عليه الدهر وشرب. أطمار لعبت بها أيدي البلى. جبة تقرأ " إذا السماء انشقت " سواء لابسها والعريان. جبة لا تساوي تصحيفها. أطمار كالهواء الرقيق، وكالشراب الرقراق. رداء دب فيه الردى. أطمار كنسج العناكب، ونار الحباحب. رأيت فلاناً في ثياب أخلاق، لم يبق فيها من عمل الحائك باق. أطمار أرق من أكباد المحبين، إذا هب عليها النسيم امتزجت بالهواء، وانتظمت في سلك الهباء.
وصف المتناهي في الفقر
قد أحلت له الضرورة ما حرم الله عليه، قد حصل على أشد إضافة، وتكشفت عن أقبح فاقة، قد تناهت حاله في الانتشار والرزاحة إلى التكشف عن دار بلقع، وفقر مدقع. انتقل من سلخ جلد إلى تعرق لحم، ومن رض عظم إلى انتقاء مخ. فلان حي كميت، وفي بيت بلا بيت. ليس معه عقد، على نقد. يخرج خروج الحية من جحره، والطائر من وكره. حاله حال السليم مله عواده، والغريق أسلمته أعواده. هو بين أنياب الدهر تحطمه بصريفها، وتعتوره بصروفها، ويده صفر، ومنزله قفر، وغداؤه الخوى، وعشاؤه الطوى، ورطاؤه الغبراء، وغطاؤه الخضراء، وإدامه التشهي، وطعامه التمني، وفراشه المدر، ووساده الحجر. ثوبه جلده، ومركوبه رجله. خصيب العين. جديب البطن، واسع المنى. ضيق الغنى، أفرغ بيتاً من فؤاد أم موسى.

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست