responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 176
حسن الجال ووفور المال
سالمه الدهر وساعدة الجد، وحالفه السعد. قد نال ما لم يحتسبة إلا وهما، ولم يؤلمه إلا حدسا، فاز برغائب النعم، وغرائب القسم. خاض بحر الغنى، وركض في ميدان المنى. رأى من الإنعام، ما لم يره في المنان، فكيف من الأيام. قد أدر الله له أخلاف الرزق، ومهد له أكناف العيش، وآتاه أصناف الفضل، وأركبه أكتاف العز. اتسقت أحوال معيشته، وبسقت أغصان دولته. اتسعت مودا ماله، وتفرعت شعب حاله، تناول النعم فيضا، لا قبضاً، وورد منهلاً، عللاً لا نهلا. لا يمتد له طرف إلا إلى نعمى، ولا يصغي سمع إلا إلى نغمة بشرى. لا يلتوي عليه مطلوب، ولا ينزوي عنه محبوب. قد سخر له المقدار، وساعده الفلك المدار. نادى الآمال فإجابته مكثبة، ودعا الأماني فعاجلته مصحبة. رأت عيناه، ما لم تبلغه مناه، واتسعت نعمته، بحيث لم تنله همته. امتلأ ناديه من ثاغيه صباح، وراغيه رواح. تلاحقت حاشيته، وتلاحقت ماشيته.
ذكر المال الصامت
ورمت أكياسه فضة وتبرا. عنده من العين ما تقر به العين. العين للعين قره، وللقلب قوة. من ملك الصفر أبيض وجهه، واخضر عيشه. كم عنده من عدو في برده صديق. من نجاز الصفر، يدعو إلى الكفر، ويرقص على الظفر. كدارة العين، يحط ثقل الدين، وينافق بوجهين. فلان مستظهر بخبايا الحقائب، وسرائر الأخراج، وضمائر الصناديق. أموال اغتص بحسباناتها الديوان، وناء بثقلها الخزان.
تراجع الأمور وركود ريح النعمة
رفت حاشية حاله، ومالت دعامة ماله. قد أفل نجمه، وسقط سهمه،

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست