اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 175
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الشوارد والفوارد
وما يشبهها
هبوب ريح الأقبال
قد ركب من الإقبال مطية لم تقف به إلا على الغاية، وسلك من السعادة طريقاً لن يؤديه إلا إلى الزيادة. قد امتطى ظهر الإقبال، وشافه درك الآمال. هب عليه نسيم الثروة، وتمهد له فراش النعمة. زفت إليه الأيام أبكار النعم، وأتحفته ببواكير المنح. اقترن النجح بمطلبه، واقترب من مقصده. امتد عليه ظل النعمى، وجناح الغنى. ظهرت على أموره أمارات الإقبال، ورفرفت حوله طير حسن الحال. أفاق من سقم الفاقة، واتسع بعد الإضافة.
تباشير النجح والغنى
شارف نيل الإرادة، وشافه لسان السعادة، وابتسم له ثغر الأمل، وآذن بالنجاح في أقرب أمد. قد لاح النجاح وانتشر نوره، ولمعت تباشيره. إن ما يبدو من تباشير النجاح، يضاهي فلق الإصباح، الذي يتلوه طلوع الشمس وإشراقها، واستضاءة العيون والنفوس بها وارتفاقها، أو الغيث رش ثم قطر، ومبادي الشجر ورق ثم زهر. هل يرتجى الغيث إلا بمخائله، ويستدل على أواخر الأمر إلا بأوائله.
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور الجزء : 1 صفحة : 175