responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 161
دماء، والسماء هباء. حجل الخيل بدماء أعاديه، وجعل هاماتهم قلانس رماحه. نهض كالليث الحادر، والشجاع الثائر، والحسام الباتر. عقبان خيول فوقها اسد جنود. ابناء الحروب الذين نشأوا فيها، وارتضعوا لبانها، وعرفوا مراسها، وألفو مساسها، كالأسود إقداما، والنيران اضطراما. بأمثالهم تشحن أطراف الصفوف، وعن قسيهم تصدر رسل الحتوف. رماحهم ظماء، وشرابها دماء، وسيوفهم هيام، ومشارعها نحور وهام، خيولهم سوابق الفوت، وسهامهم برد الموت، وحملاتهم آتي السيل، ومجيئهم مجيء الليل. لا يملون الشر إذا خرست الأبطال، ونطقت الرماح الطوال. أبناء الغايات، وليوث الغابات. اقبلوا كالليوث الخوادر على العقبان الكواسر. ما منهم إلا سيف الضريبة، وليث الكتيبة. آحادهم نفر، وأفرادهم زمر. الحرب دأبهم، والجد آدابهم، والنصر طعمهم، والعدو غنمهم. قلوب أسود في صدور رجال، ورياح زعازع في ثبات جبال. هم على الأعداء بلاء واقع، وسم ناقع. يصيبون الثغر من بعيد، ويدخلون بين زبر الحديد. يقرون والأقدام زيال، ويخفون وهم على الأقران ثقال. انياب الدولة وأعضادها، وكماتها وأنجادها.
ذكر الاولياء والأعداء معاً
التقوا فقلبت ريح الإقبال لأولياء الله، ودبرت ريح الإدبار على أعداء الله أولياء الله معتمدون بالمنائح الزهر، واعداؤه مترصدون بالمنايا الحمر. كانت للأولياء الأثرة، وعلى الأعداء الدبرة. جد الأولياء بقلوب قد غمرها اليقين، وأيد قد بسطها التمكين، وبيت الاعداء وقد بسط لهم الغرور آمالهم، وزين لهم الشيطان أعمالهم. فاز أولياء الله بأجر المجاهدين، وباء أعداء الله بوزر المعاندين. ازداد الأولياء شدة مراس، وقوة باس، وثبات مقام، وصدق انتقام. وابتدأت أعداء الله تنثلم مواكبها، وتضعف مناكبها، وتنخفض

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست