responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 150
في التعرض للهلاك واستجلاب سوء العاقبة
ذكرت حديث الباحث عن مديته، الأكل لديته، المتبرم بعمره، المنتهي إلى آخر أمره. تعرض لاحتلاب البلية، وتحكك باجتذاب المنية. ما هو إلا الفراشة دنت من التبار، فحامت حول النار، والنملة قرب اجتياحها، فنبت جناحها. قد ثنى إلينا عنقا أعنقت إليه الحتوف، وأبرقت نحوه السيوف. امتطى ظهراً لا ينجو راكبه، ولا يفضي إلى نجح صاحبه. فهو بين هلاك ويرهقه، وأشراك توثقه وتوبقه، يستعين بالأعناق المنتصبة، على السيوف الملتهبة. مثله في مخالفته طرائق الحزماء، وخلائق الحصفاء، مثل الفراش المتهافت في الشهاب، والنقد المتهجم على ليوث الغاب. قد خاطر بالنفس، وتصرف مع النحس. تهافت البق في الشهاب، وولوغ الذباب في الشراب. يترددون في مرابض الضراغم، ومكامن الأراقم. تردد القانص في مراتع الغزلان، ومسارح الظلمان. لا ينهاهم عن جيشنا زئير أسوده، ولا يصدهم عن حمانا دبيب سوده، ما هو إلا دريئة الرماح، وعرضة الحين المتاح فعل فعل الباحث عن مديته، المتعجل إلى انقطاع مدته، وطار في رأسه. ما أظنه يطيره عن جسده، ويقتطعه ليومه بالجهل عن غده. أعماه غليان دمه، عن موقع قدمه، وأغشاه اشتياق الحتف إلى قبضه، عن شمس أرضه، لم يدر أن عريسة الأسد، ليست من مراسم النقد. هم أغمار تناهت بهم الأعمار. هو أول جان على نفسه بيده، ومتعرض لهلاكه بجهده. فلان قد قرع باب البلاء، ووطيء ذنب الحية الصماء، ونطح برأسه الجبل، واستبطأ الأجل، وطرد العافية عن داره، وأنزل النحس في جواره، واستهدف لسهام الحيف، ومشى على حد السيف.
في ذكر الظلم وسوء آثارهم على العباد والبلاد
ظلم صريح، وجور فسيح، واعتداء قبيح. ظلم تراكمت مظالمه وظلمه

اسم الکتاب : سحر البلاغة وسر البراعة المؤلف : الثعالبي، أبو منصور    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست